اخبار محلية
“نساء اليمن المهمشات: معاناة وأمل”
صوت الضالع / تقرير/وضاح الخويري
أدت الحرب المستمرة في اليمن إلى تفاقم أوضاع المرأة المهمشة. فقد تسببت الحرب في نزوح ملايين الأشخاص، وحرمتهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية.
تعاني المرأة المهمشة من الفقر والبطالة. ففي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، تضطر المرأة المهمشة إلى العمل في ظروف قاسية، لتعيل أسرتها.
تعيش ندى محمد حسن 32 عاما مع أربعة أطفال في أحد مخيمات المهمشين في محافظة الضالع حياة محفوفة بالمخاطر والمعاناة تكاد تكون خارج حدود الحياة الآمنة والمستقرة فهي معرضة للإضطهاد و للعنف الأسري والمجتمعي.
تقول ندى إنها تتعرض مرارا للضرب من زوجها إذا لم تخرج للعمل حيث قام الأخير بهجرها هيا وأولادها منذ ثمانية أشهر وهي من تتحمل مسؤولية البيت والأبناء.
رحمة ناجي 28 عاما إحدى الأمهات اللواتي يتجرعن مشقة العناء من أجل التوفيق ما بين البحث عن لقمة العيش وبين الأمومة، فقد أخبرتني“ أنها تكابد المشقة والعناء كل يوم؛ نتيجة تسولها في الأسواق حيث تضطر للبقاء نحو ساعات طويلة بعيدة عن أبنائها.
مع ذلك يصاحب العمل التزامات متعددة تقع على عاتق المرأة المهمشة، أعمال المنزل، وتربية الأبناء، ومتابعة المهام الأخرى.
التعرض للعنف الجسدي والنفسي: تتعرض المرأة المهمشة للعنف الجسدي والنفسي، سواء من قبل أفراد أسرتها أو من قبل المجتمع. حيث تتعرض المرأة للاعتداء الجسدي بالضرب من قبل ولي أمرها إذا لم تحصل على الحد المعلوم.
جمال حسن الحجري رئيس جمعية إرادة لتنمية المجتمع
يقول: إن ظاهرة العنف الأسري الاجتماعي تتفشى في أوساط مخيمات المهمشين بشكل كبير والتي برزت بصورة متكاملة حيث تتعرض الإناث للعنف نتيجة الأوضاع الاقتصادية (الفقر- الفاقة- البطالة) حيث يقوم الرجل بالضغط على زوجته أو ابنته أو اخته بالذهاب إلى الأسواق للتسول من أجل توفير لقمة العيش.
ويضيف جمال أن المرأة المهمشة لا تقوم بواجباتها الأسرية تجاه أبنائها فهي مشردة في القرى والأسواق من أجل توفير لقمة العيش.
تتعرض النساء في مخيمات المهمشين للعنف والحرمان القسري من أبسط حقوقها من قبل الذكور ولا يمر يوما دون مشاكل أسرية وأغلب الحالات تنتهي بالانفصال (الطلاق)
الحرمان من التعليم:
فغالبية أطفال المهمشين لا ينالون نصيبهم من التعليم كغيرهم من الأطفال ولا غرابة بذلك في ظل الثقافة المجتمعية السائدة التي كرست الطبقية ورسختها، لتزيد من قوة الفوارق المصطنعة المقيتة، وتؤكد على انعدام المواطنة والتعايش
إن الفقر الشديد الذي تعاني منه فئة المهمشين، والتمييز المجتمعي الذي يمارس في حقهم، جعل الكثير منهم لا يهتم بإكمال مشواره التعليمي، الأمر الذي ساهم في عدم وجود فرص وظيفية متنوعة.
الفقر والبطالة
ساهم ارتفاع معدل الفقر في المجتمع اليمني وانعدمت الفرص الاقتصادية والوظيفية في زيادة نسبة البطالة بين أوساط فئة المهمشين.
ماهر محمد 25 عاما يقطن أحد مخيمات المهمشين بالضالع نازح مع أسرته من محافظة الحديدة يشكو من قلة فرص العمل.
فهمي أحمد 30 عاما من مخيم المهمشين بالضالع أب لثلاثة أطفال يقول إنه لا يمتلك إي مهنة أو حرفة يدوية. حيث يذهب يوميا إلى الأسواق باحث عن عمل ويقول التجار لديهم عمال خاص بهم وكذلك عمال البناء وأصحاب المزارع لديهم عمال خاص بهم لا أملك أي مهنة.
محمد هادي الحربي رئيس جمعية الشارقة لتنمية المجتمع الخاصة بالمهمشين في مديرية قعطبة يقول إن المرأة المهمشة تفتقر إلى المهن والحرف اليدوية فتضطر إلى الرضوخ والخروج إلى الأسواق برغم ما تعاني في الأسواق من انتهاكات وتحرش وإهانة في سبيل توفير لقمة العيش فهي لا تمتلك إي مهارة أو مهنة تمارسها تعف بها نفسها وتفعيل أسرتها.
نورا المقطري
ظاهرة خروج النساء للأسواق للتسول لا يقتصر على فئة المهمشين فقط بل اتسع نطاقها حيث اتخذها البعض مهنة لتلبية رغباته.
ومن أسبابها الرئيسية الحرب وتبعاتها من نزوح وتشرد وغياب العائل وعدم اهتمام الأسرة بالتعليم وتفشي البطالة في أوساط الشباب وكذلك إهمال الجانب الحكومي وافتقاره لخطط تنموية تمكن الأسرة من توفير دخل شهري تقتات منه.
التأثير على الأسرة:
الاستشارية الأسرية شيماء شمسان
العنف الأسري متجذر في أوساط المجتمع اليمني من أعلى طبقة إلى أدنى طبقة حيث تتعرض الأنثى للعنف الأسري وتخشى أن تبوح بآلامها وجراحها وتتجرع العلقم بسبب العادات والتقاليد وإن على المرأة أن تصبر وتتحمل سلطوية الذكر
كما يؤثر استغلال المرأة المهمشة على الأسرة، برمتها حيث تضطر للعمل لساعات طويلة تحت ظروف قاسية وضغوط ونفسية كبيرة تتراكم مع الزمن مما يعرضها للإصابة بالأمراض المزمنة والأمراض النفسية.
حيث يتأثر الأبناء بالمشاكل الأسرية نظرا لارتفاع نسب التفكك الأسري (الطلاق) مما يعرض الأبناء للإهمال والضياع والحرمان من التعليم حيث ترتفع نسب الفقر والبطالة ويكونون بذلك أكثر عرضة للإدمان على المخدرات.
وتذكر شيماء أن أكثر من % 80 من النساء المعنفات اللاتي نقوم بمعالجتهن تشكوا من إدمان الزوج على المخدرات.
طرق تحسين أوضاع المرأة المهمشة:
يمكن تحسين أوضاع المرأة المهمشة في اليمن من خلال اتخاذ عدة إجراءات، منها:
توفير فرص التعليم والتدريب للمرأة المهمشة:
يجب توفير فرص التعليم والتدريب للمرأة المهمشة حتى تتمكن من اكتساب المهارات اللازمة، وتحسين وضعها الاقتصادي.
توفير الحماية القانونية للمرأة المهمشة:
الأستاذة هدى الصراري محامية ورئيس مؤسسة دفاع للحقوق والحريات تقول:
لا يوجد تشريع قانوني يجرم العنف الأسري ضد المرأة من قبل أولياء أمورهن كالأب أو الزوج أو الابن أو الأخ ففي وقائع كثيرة يتم تعنيفها وإجبارها على العمل باعتبار أن عملها إلزامي وامر واجب عليها بالإضافة إلى عملها في المنزل ورعاية أطفالها وأسرتها.
برغم أن اليمن موقعة على العديد من الإتفاقيات الدولية ومنها إتفاقية القضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة (سيداو) فهي ملزمة بمواءمتها بالتشريعات الوطنية حيث تلزم هذه الاتفاقيات أجهزة إنفاذ القانون بحصر ورصد أشكال الانتهاكات وتدريب العاملين في السلك القضائي والمؤسسات الأمنية على إنشاء آليات شكاوى ورصد وإشراك النساء في أجهزة إنفاذ القانون لتلقي البلاغات والاستماع لحالات العنف ومساعدة المرأة عند وصولها للعدالة. وتضيف هدى يجب تفعيل دور مؤسسات الدولة في تقديم الحماية اللازمة للمرأة وتطوير آليات الحماية ومنظومة التشريعات حتى تستند المرأة في مطالبها لقاعدة تشريعية ملزمة. وسن قوانين تحمي المرأة المهمشة من الانتهاكات، وضمان حقوقها الأساسية.
تكثيف الجهود لنشر الوعي المجتمعي:
تؤكد الصراري على الدور الهام والمحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة وكذلك منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان بتوعية الرأي العام المحلي بأشكال العنف وكيفية وصول المرأة للعدالة عند تعرضها للعنف. وأيضا كيفية تناول قضايا النساء ومناصرتهن وقولبت هذه القضايا بما يتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعنا اليمني المحافظ حتى لا تتعرض النساء للتحريض والعنف والانتقام.