كتب : مهيب الجحافي
ما يخوضه، الانتقالي، من حرب شرسة في جميع الأصعدة، لهو خير شاهد على مدى قوته وجدارته في إدارة مسرح العمليات العسكرية والأمنية، وقيادة دفة المرحلة، والتصدي لمحاولات الأعداء، وحماية الجنوب حمايةٌ كاملة من التهديدات الخارجية.
وعلى الرغم من حجم التحديات والصعاب التي تواجه قيادته السياسية من هنا وهناك، إلا أنها رغم ذلك لم تتراجع عن نضالها التحرري، أو ترضخ للشروط الخارجية، أو تساوم بقضية شعبنا، ودائمًا ما تخرج لشعبنا بنصر جديد .
أن صمود الانتقالي في وجه التحديات، وتقدم قيادته السياسية في جميع المستويات والأصعدة والقنوات الدبلوماسية الخارجية، كان قد وضع أعداء الجنوب في مأزق كبير، بعد أن شعروا بالخطر المحدق على مصالحهم الضيقة، وتوحدهم في مواجهة الجنوب وضرب الانتقالي من عدة جبهات رئيسية.
فبعد أن أطاح المجلس الانتقالي، برأس الإخوان العجوز علي محسن الأحمر وزبانيته من رأس الدولة وطرد مليشياته الإ.ر.هـ.ـابية من محافظتي شبوه وسقطرى، كان حزب الإخوان في وقت لاحق قد تخادم مع جماعة الحوثي الإ.ر.هـ.ـابية بصورة معلنة، وقاد على اثرها معارك أخرى إلى جانب معارك المليشيات الحوثية، في استهداف الجنوب من الجهة الشرقية وتمويل التنظيم باستهداف القوات الجنوبية .
حيث شهد الجنوب من خلالها، تكالب عدائي شرس، تارة يواجه أدوات إيران الحوثية على حدود جبهاته، وتارة أخرى يواجه عناصر الإخوان الإ.ر.هـ.ـابية في كل شبر من أرض وطنه .
وعلى الرغم من دخول الانتقالي بمرحلة مفصلية بالغة التعقيد والخطورة، إلا أنه استطاع في تلك اللحظة التصدي لتلك الاعتداءات الخارجية، والانتصار لمعركتي التصدي لأذناب إيران الحوثية واجتثاث شافة الإ.ر.هـ.ـاب الإخواني، وتعزيز صمود وثبات الجبهات القتالية، ومواصلة تأهيل أفراد القوات الجنوبية على جميع فنون الحرب .
حتى أن الانتقالي، أصبح قوة ضاربة لا تقهر، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الأعداء وجعلهم يبتكرون خطط جديده لمواجهته، فحاولوا التصعيد من جديد، وحشد قطعانهم الكبير، وتجنيد الآلاف من الشباب للزج بهم نحو جبهات القتال الجنوبية، وكلما حاولوا شن هجماتهم ضد مواقع قواتنا الجنوبية، وكلما لقوا مصرعهم وعادوا إلى مضاجعهم إذلاء صاغرين يجرون أذيال الهزيمة .
وبعد أن وصلوا أعداء الجنوب بشقيها الحوثي والإخواني، إلى قناعة تامة بأنه من الصعب مواجهة الانتقالي وقواته، وأنه لابد عليهم من تحويل معركتهم والحفاظ على باقي قطعانهم، بعد أن خسروا ما خسروا من قطعانهم الكبير في معركة لا لهم فيها تقدم ولا إنتصار، وهو الأمر الذي جعلهم يستنجدون باربابهم في حكومة الشر والغدر والتخادم بمساعدتهم في مواجهة الانتقالي لكونه يحمل مشروع انفصالي مقيت وأنه لابد عليهم من الوقوف إلى جانبهم وتمرير أجندتهم اللعينة لكون سقوط الانتقالي مرهون بهم .
وهنا كان دور الحكومة اليمنية المهترئة، بعد أن تخادمت مع قوى صنعاء الحاقدة على الجنوب أرضاً وإنساناً، بشن حربها العبثية ضد المواطن الجنوبي، ومحاربته من جميع خدماته المعيشية، وانتهاج ضده سياسة التجويع والاخضاع .
وقد رأت جماعتي الإخوان والحوثي، أن دخول الدور الحكومي في خطهما، سيضعف قدرات المجلس الانتقالي، وسيقوض جهوده، وسيفقد من شعبيته العظمى، لكنهما تفاجئوا بصبر وصمود شعبنا ووقوفه خلف قيادته السياسية الانتقالية .
فحاولوا افتعال الأزمات وتعقيد الحالة المعيشية أمام شعبنا، وقاموا بتحريف الحقائق وتوظيف ذلك ضد قيادة الانتقالي، بحيث أنها السبب الرئيس في تدهور الأوضاع بالبلاد، وأعتقدوا بتسويقهم للأخبار الكاذبة والمغرضة بأن شعبنا سيخرج ضد قيادته الانتقالية، لكنهم كالعادة يسقطون أمام وعيه وإدراكه وصموده .
الانتقالي اليوم يواجه معارك كثيرة، وتحديات صعبة، ومؤامرات شرسة، وكل ذلك صامدًا مرابطًا لأجل الدفاع عن مستقبل شعبنا، وليس لأجل البقاء على كرسي الحكم، أو ما شابهها من المصالح الرخيصة التي لا تساوي تعب يوم من اتعابه الكبيرة أمام تلك التحديات و المخاطر الشديدة .
إذن فهل الانتقالي، راقد أو فاشل كما يزعمون البعض ؟ وهل سيقدر الصمود أمام هذا التكالب العدائي الشرس ! بكل تأكيد لا والف لا .. لماذا ؟ لأنه إذا كان كذلك لكان قد سقط زمان وانتصروا أعداءنا، إذن فهل الانتقالي بطل المرحلة وقائد المستقبل ؟ نعم والف نعم .
زر الذهاب إلى الأعلى