الأزمة الحقيقة في العقول وليس في القبول.
الأزمة الحقيقة في العقول وليس في القبول.
الكاتب: د/ أنور الرشيد
أبان فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي مع افول نجوم الدول الاستعمارية وغروب شمسها البرتغاليين والهولنديين والبريطانيين والفرنسين والايطاليين وكل دول الاستعمار الغربي الذي دام قرون، بدأت الشعوب تتحرر من ذلك الاستعمار سواء بإجبار المستعمرين على الجلاء أو الرحيل بالمقاومة الوطنية مثلما حصل في اندونيسيا على سبيل المثال في أسيا أو المكسيك في أمريكا الجنوبية أو وغيرها الكثير من دول اسيا وافريقيا وأمريكا الجنوبية، ودخلت تلك المجتمعات بمخاض وصراعات مريرة تُحول بعضها لحروب أهليه داخلية ولكنها استطاعت أن تتجاوز محنها وتستقر وتنطلق لفضاء الحُرية و الديمقراطية ولا أدل على ذلك إلا مانشاهده في دول أمريكا الجنوبية كالبرازيل والمكسيك ودول أسيا ككوريا وفيتنام ودول أفريقية كرواندا وغيرها من دول امريكا الجنوبية وأسيا وأفريقيا، كل تلك الدول مرت بتجارب مريرة وقاسية بالذات أثناء الحرب الباردة مابين أمريكا وروسيا، ولكن شعوبها استفادت من تجاربها وحولت دولها من دول متخلفة لدول يُشار لها بالبنان وأخرها وبالتأكيد لن يكون أخيرها بنغلادش تلك الدولة ذات التعداد الملاييني من السكان أصبحت من أكثر دول أسيا نمواً خلال العشرين عاماً الماضية، والنماذج كثيرة حقيقةً على مستوى العالم، وأخر نموذج سيئ لازال موجود هو النموذج الممتد من كابول شرقاً لكازبلانكا غرباً، المنطقة الوحيدة التي عجزت حتى الساعة من أن تطور نفسها وتتواكب مع مستجدات العصر وثقافته وتطوره العلمي والصناعي والثقافي، هي البُقعة الوحيدة التي لازالت تُقاوم تطورها الذاتي وتتمسك بتلابيب تخلفها الحضاري.
السؤال هنا لمصلحة من يتم مقاومة تطور شعوب هذه المنطقة؟
هناك من يلقي اللوم على الغرب لنهب ثروات تلك الشعوب وهناك من يلقي اللوم على أنظمة يعتبرونها تركة الاستعمار السابق وكلى الاحتمالين بالنسبة لي لا معنى له والحقيقة التي لايُريد أحد أن يقترب منها هي أن بعد أقول نجم المستعمرين وغروب شمسهم نشأت وصعدت على السطح طبقة سيطرت على كل شيئ سواء عسكر أو أولوغارشبة وهي اليوم التي تقاوم كل تطور بنقل تلك الشعوب لحضارة القرن الحادي والعشرين لذلك تضع كل أنواع العراقيل أمام طموحات شعوبها وتختلق كافة أنواع الأزمات لهم ومن ثم يلقونها على الخارج وذيول المستعمر والتغريب ودقدقت مشاعر البسطاء عبر الضرب على وترهم الديني وأن دينهم مستهدف من قبل الأخرين.
ما أود أن أوصله لكم هو أننا جميع شعوب تلك المنطقة كما ذكرت من كابول شرقاً حتى كازبلانكا غرباً جميعنا ضحايا ثقافة ترفض التطور، هذا ما خلصت له بعد بحث طويل عن لماذا ترفض شخصية تلك المنطقة التطور؟
وعليه تكون الأزمة الحقيقة في العقول وليس في القبول أي قبول التطور، لذلك تحرص الأنظمة على تغيب عقول شعوبها لكي تستمر بالسيطرة عليهم عبر تحالفها مع تجار الدين.