خاطرة : أمل نجيب
من بين أنياب الأفاعي تقطر السموم القاتلة،
وكذالك بعض الكلمات تأتي على هيئة حبالٍ مملوئةٍ بأشواك اليقطين، تلتف حول عنقك فتألمك بشدة،
تزحزحك أعاصير الأحداث وتفقدك الثابت،
بين إختياراً بالبقاء أو العزم على الرحيل،
تعصف بك المواقف وتزعزع علاقاتك بين إخوةٍ، وصداقةٍ، وحب،
ومابين البشرية من مودة،
فلا تصدق كل مايقال لك ،
تختبُرك المواقف عن مدى إخلاصك لتلك العلاقات المقدسة، وتكشف لك معادن الناس،
هناك خصومات تزيدك تشبثاً وحباً ومعزة،
وهناك خصومات تهدم أمامك كل سبل الصلاح،
فتبتعد برغم قربك منهم، وتزداد قوةً وثبات أمام عواصفهم الجارفة،
فقد إستباحو أذيتك فلاعتاب لمن هُنت عليه،
من يحبك يلتمس عذرك قبل أن تعتذر منه، ويقدر ظروفك قبل أن تشرحها،
يعلم عيوبك ويُحِبُها، وينظر لمحاسنك فيعشقُها،
حافظ على علاقاتك والتمس الأعذار لمن تحب،
تغاضى عن بعض الأقاويل، واطرد الشكوك الزائفة، ليس كل ما يقالُ صحيح،
كلنا نحب، وكلنا لدينا علاقات نتمنى أن تدوم للأبد دون إنهيار،
ولكن قليلاً مِنا من يملك القدرة على العفو والتسامح مهما كان الخطأ،
هناك رحمة مزروعة في قلبك تجعلك تعفو وتصفح رغماً عنك،
لأن الرحمة أقوى من الحب ذاتة،
وما أجملك حينما تكون بانياً للعلاقات بين البشر ومصدراً للنور في ظُلماتهم،
إفتح لهم ألأبواب المؤصدة للتسامح، كن بلسماً شافياً لجراحهم،
ولاتكن هادماً لبيوتٍ تنعم بالسلام فتسبب لهم الأذيةَ والمقاطعة،
الحياة قصيرة فلا تستحق منا كل ذالك الكره والغل في نفوسنا .
العفو عند المقدرة خيراً لك من ظلام الحقد والقطيعة.
ليس كل مايقال في حق أخيك صحيحاً، فبعض البشر قلوبهم مليئة بالحقد، ولا يسرهم أن يكون غيرهم ينعمون بالحب والسلام،
يحبون الفتن ونقل الأخبار المزورة لخلق المشاكل بين الطرفين وتتفكك تلك الرابطة .
فلا تصدق كل مايقال في حق أخيك..
