كتب | عبدالباسط القطوي
تمر القضية الجنوبية في مرحلة أصعب من أي وقت مضى، تبذل فيها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي قصارى جهدها لتحقيق مكاسب سياسية، حيث عمل المجلس الانتقالي منذ أن تأسس في العام 2017م بخطوات ثابتة ومدروسة، نشأ كيان بسيط ولكن كان له تأييد شعبي قوي، وهذه هي القوة الأساسية التي كانت سبباً في انتصار المجلس الانتقالي الجنوبي في أي من المعارك السياسية والعسكرية، فالمجلس الانتقالي ليس حزباً أو كياناً نشأته احد الدول ليصب في مصالحها كما يقول بعض المروجين، المجلس الانتقالي ليس كما حال حزب الإخوان الخاضعين لتركيا وقطر وكما هو حال الحوثي، قراراته قرارات إيرانية وأهدافه هي أهداف إيران، المجلس الانتقالي الجنوبي كيان تكون من أوساط الشعب الذي عاش ثلاثين عاماً تحت استبداد حكم نظام صنعاء الإرهابي، ولم يكن خاضعاً لأهداف دولة أخرى بل رسم الطريق نحو الهدف المنشود الذي سقط لأجله آلاف الشهداء، وقد قال الرئيس القائد عيدروس الزبيدي: “سنمضي نحو استقلال الجنوب بالسلم فإن لم يكن ذلك فخيار الحرب هو أوحد لنا”
بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لقد حققنا الكثير من المكاسب رغم المؤامرات والحرب السياسية والاقتصادية التي يواجهها المجلس الانتقالي ضد الأحزاب السياسية اليمنية وبعض الدول التي لا تريد الاستقلال للجنوب ولا تريد السلام لليمن شمال وجنوب، والبعض التي تكن العداء للجنوب بسبب خلافات وعداوة قد مضى لها عقود من الزمن، ظل المجلس الانتقالي صامداً في وجه كل المؤامرات مستنداً إلى عزيمة شعبه ودعم بسيط قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
دخل المجلس الانتقالي شراكة مع حكومة المناصفة في العام 2021م حيث كانت القضية الجنوبية يتاجر بها أشخاص يتبعون ارهاب العربية اليمنية، وكانت شراكة المجلس الانتقالي في حكومة المناصفة هي الخطوة الأولى للاعتراف بالقضية الجنوبية أمام مجلس الأمن الدولي وأمام العالم، فيما استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي قطع دابر المتملقين بأسم القضية الجنوبية وشعب الجنوب أولئك الذين اختارهم نظام صنعاء في الحوار الوطني اليمني عام 2013م ليمثلوا قضية شعب الجنوب وهم في الحقيقة أدوات جنوبية يستخدمها أعداء الجنوب لتحقيق أهدافهم ولم تكن لهم صلة في قضية شعب الجنوب، إضافة إلى أن المجلس حقق انتصارات عظيمة على الساحة الوطنية الجنوبية حين شكل فريق الحوار الوطني الجنوبي وكان شعارهم «الجنوب لكل وبكل أبنائه» ومن خلال الحوار الوطني الجنوبي تغلب الجنوبيون من معضلة المناطقية والعنصرية، حيث جمع أغلبية المكونات والمؤسسات والجمعيات والمنظمات والشخصيات المؤثرة تحت سقف المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد كان تشكيل فريق الحوار الوطني الجنوبي الضربة القاصمة التي صفع بها أعداء الجنوب.
وبعد أن فشل الإرهاب اليمني بكل مسمياته في مواجهة إرادة شعب الجنوب والنيل من قضيته العادلة في المعترك السياسي أو العسكري، يحاول الآن أن يزرع الفتن بين أوساط المجتمع الجنوبي عبر أدوات رخيصة من أبناء جلدتنا الذين غرتهم حياة الدنيا وذلها لأجل زعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب، ومن خلال إعلامهم القذر يمارسون نشر حقائق مزيفة وشائعات مغلوطة وتصوير أبسط الأخطاء في الجنوب واضهارها بأنها جرم كبير يرتكبه الانتقالي، متناسين ابشع الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الحوثي في مناطق سيطرتها.
فلم ولن يفلح اعداء الجنوب، فأن شعب الجنوب اليوم يعي جيداً أن كل ما يمر به الجنوب في هذه المرحلة هي مجرد تداعيات الحرب السياسية والاقتصادية التي يخوضها المجلس الانتقالي الجنوبي مع قوى إقليمية ودولية ويمنية إرهابية تريد النيل من القضية الجنوبية.
زر الذهاب إلى الأعلى