كتب د محمد صالح حويدر
توطئه : مغامرة الوحده ونتائجها .
مهما يكن الغبن ومهما كانت المعاناه ومهما بلغ الندم من جراء غلطة تاريخية ارتكبها معظمنا بطريقة أو بأخرى ، مباشرة أو غير مباشره في دخولنا الوحدة اليمنية ودفعنا ما زلنا ندفع ثمن ذلك
لقد مرت ثلاثة عقود ونيف من الزمن هي من اعمارنا عذابات ومعاناة وهموم ومن سيئ إلى اسوئ وهوا مشوار مؤلم الا أن الأشد إيلاما وانكئ أنه لا يلوح في الأفق قبس من نور لانبلاج صبحا مضيئا ننتظره بفارغ الصبر ليخلصنا ممانحن فيه من عذابات والام وتعب وسوء معيشه ، بل إن حلكة سواد ليل كارثة تلك الوحدة مازال يزداد حلكتا ودمسا وضلاما في وقت تنهار فيه قدراة البعض منا على مقاومة جور العذاب الجماعي الممنهج بسبب ما وصلنا إليه من مستوى هابط في تدبير ابسط متطلبات الحياة الكريمة بحدها الأدنى .
ولاشك أو ريب بأن الغرض من ذلك الحصار خلق حالة من التفكك للنسيج الاجتماعي والإحباط والتذمر وبالتالي الرضوخ لما تمليه على شعبنا القوى المتربصة بوطننا وثرواته وموقعه الجغرافي الاستراتيجي وصولا إلى اجتياحه والسيطرة على مقدراته وجعل شعبنا أداة طيعة خاضعة وخانعة ذليله لا تستطيع الفكاك من ربقة التبعية والقبول باقل من الحد الأدنى مما يستحقه من حقوق الإنسان رغم الخير الوفير في باطن الأرض الجنوبية البكر الذي ستجنيه تلك القوى وممثلوها لا سمح الله استمرارا لما هوا حاصل اليوم من نهب سافر ودون خجل .. وهوا الأمر الذي يحتم علينا جميعا التماسك والتقارب وتأجيل أية اختلافات والإسلامي فوق كل جراح مهما كانت الامه والتفرغ لمواجهة اعداء الوطن بهدف التعجيل في الوصول لهدف فك الارتباط واستعادة الدولة وإعادة بنائها .
سيؤون حاظنة الاحتفاء بالثوره
ولعل الاحتفاء بعيد ثورة 14اكتوبر في ذكراها ال 61 المجيده مناسبة غالية _ فرصة نجدد من خلالها العزم على توحيد الجهود والعمل على تحقيق مانطمح إليه من استكمال لتحرير ماتبقى من الأرض الجنوبية وفي المقدمة منها حضرموت الوادي والصحراء وبوادر ذلك جلية على أرض الواقع .. فقد كان اختيار مدينة سيؤون لإقامة فعالية الاحتفاء بعيد اكتوبر المجيد مبني على معايير وأسس نضالية لها ما بعدها حيث لبت جماهير حضرموت وعموم الجنوب دعوة الاحتشاد وها هي السيول البشرية تزحف باتجاه سيؤون وقد سبق ذلك تنظيم شباب الغضب لمسيرتين سلميتين بحماية نخبة حضرموت وأجهزة الأمن الجنوبيه واليوم ستشهد حضرموت مليونية الهوية الجنوبية وسنتابع عن كثب مجرياتها ومع ذلك نتوقع بل نجزم بأنها ستوجه لعديد من الرسائل :
الاولى : لقيادة المنطقة العسكرية الاولى ومفادها أن الأرض ارضنا والقرار قرارنا ولا مكان لكم هنا والأجدر والأحرى بكم التوجه نحو مناطقكم لتخليصها ممن يحكمها رغما عنكم .
والثانيه : للتحالف العربي ومفادها كفى مداهنه وكفى تفريخ الدكاكين الصغيره كفى تمادي فقد اصبحنا وخلال ثلاثة عقود من الزمن ندرك مصلحتنا وستضل حضرموت جنوبية الهوى والهويه ولا مكان لاية أطياف أو مكونات سوى المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الوحيد لقضيتنا الجنوبي وحامل لوائها .
والثالثه : للرأي العام العالمي ومفادها أن حضرموت كانت ولاتزال وستضل مشعل النور والتنوير مواصلة لامجادها ودورها التاريخي المعروف منذ العصور الغابره منذ أن نشرت الإسلام وثقافته إلى أصقاع عديدة من العالم وليست كيانا هشا أو ضعيفا يسهل ابتلاعه أو الحاقه بكيانات أخرى أو تفتيت نسيجه الاجتماعي الواحد الموحد عبر مكونات ليس لها هم سوى إعادة حضرموت إلى وحدة ماتت وشبعت موتا والاستئثار بخيراتها .
الرابعه : خلاصه ومفادها أن ثروات حضرموت لأهلها ولن تكون حضرموت الا جنوبية الهوية في إطار دولة الجنوب العربي وعاصمتها عدن .
عاشت ثورة الرابع عشر من أكتوبر بذكرها الواحدة والستون .
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى .
النصر والاستقلال للجنوب العربي .
عيد مجيد على الجميع وكل عام وانتم بخير
د . محمد صالح حويدر
زر الذهاب إلى الأعلى