كتب : لوزة الضالعي
الارتفاع الكبير والمستمر في أسعار السلع والمواد الغذائية بات اليوم أكبر التحديات التي تواجه المواطنين في الوقت الحالي، حيث الوضع الاقتصادي المتردي أدى إلى تدهور الوضع المعيشي على نحو كبير، ومعه وجدت الكثير من الأسر أنفسها في واقع مأساوي مؤسف، وصل بهم الحال إلى تناول وجبة واحدة في اليوم، فيما البعض لا يجد قوت يومه.
ولعل الأمر الذي جعل الأمور أكثر تعقيداً، وزاد الطين بلة كما يقال، هو القرار الذي اتخذته منظمة الغذاء العالمي مؤخراً في محافظة الضالع، والمتمثل بإسقاط عشرات الآلاف من الأسر من قوائم المستفيدين من المعونة الغذائية الشهرية التي تقدمها المنظمة منذ سنوات عدة، الأمر الذي سيفاقم بكل تأكيد من معدلات الفقر المتدنية، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحل هذه الأزمة الاقتصادية، وتسارع الجهات المعنية بمخاطبة المنظمة العالمية بالعدول عن قرارها المجحف بحق الفقراء، مالم فإن النتائج المحتملة قد تكون وخيمة، حيث إن الجوع قاتلاً ولا يرحم ابداً.
إننا اليوم أمام واقع معيشي ينذر بكارثة إنسانية بدأت ترتسم ملامحها في ظل التراجع المخيف والغير مسبوق للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وصمت وتغاضي وتخاذل الحكومة عن القيام بمهامها وواجباتها المسؤولة، فوضع الناس لم يعد يحتمل المزيد ، والحاجة ماسة وملحة لإيجاد حلول جذرية للوضع الاقتصادي الحالي وبقرارات صارمة وحاسمة، غير ذلك فالأمور تتجه بكل أسف إلى مفاقمة الأوضاع وتنذر كما أشرنا بكارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل.
اليوم نحن أمام تحديات جسمية، تتطلب تظافر كل الجهود الرسمية والشعبية، لاتخاذ إجراءات فورية لا تقبل التأخير أو التأجيل، وقرارات جريئة وشجاعة تعمل على إنقاذ المواطنين من مجاعة وشيكة ومدمرة، فالمواطن يمضي نحو المجهول ويموت بشكل ببطء كل يوم، والجوع هو العنوان الأبرز لواقع معيشي مؤلم.
زر الذهاب إلى الأعلى