كتب / عارف عادل ابو الخضر
الجنوب العربي لطالما كان رمزاً للتضحية والصمود والفداء في مواجهة كل التحديات، سواء كانت تحديات داخلية أو خارجية، دفاعًا عن الدين والعرض والأرض. منذ توقيع الوحدة المشؤومة ، والجنوب يقدم الغالي والرخيص في سبيل استعادة دولته وتحقيق الحرية والكرامة، واستعادة كافة الحقوق المسلوبة
الأزارق ليست مجرد منطقة جغرافية، بل هي مدرسة في الوطنية والتضحية، نبض الجنوب وروحه التي لا تموت، وصوت الحرية الذي سيبقى مدويًا حتى يتحقق النصر، ويعود الحق إلى أهله.
إذ لم تُثنِها شح الموارد أو قسوة الظروف عن أن تكون دائمًا في مقدمة الصفوف، تقدم الشهيد تلو الشهيد، والجريح بعد الجريح، دون أن تتراجع أو تستكين. إنها موطن الرجال الأشداء الذين لا يعرفون سوى الثبات والإقدام، يصنعون المجد بأفعالهم
وأبناؤها دائمًا في الخطوط الأمامية، يواجهون الأخطار بصدورهم ويقدمون أرواحهم رخيصة من أجل الدفاع عن الدين والعرض ويكتبون تاريخ الجنوب بأحرف من نور ودم.
حورة المعفاري اليوم تودع فارس من فرسانها الذي ترجل في جبهة الفاخر الشهيد الشاب محمد عبيد، الذي لم يكن يختلف عن أي شاب آخر يحلم بحياة كريمة ومستقبل مشرق، لكن داعي الجهاد والدفاع عن الأرض والدين كان له الكلمة الأولى. ارتقى محمد شهيدًا في جبهة الفاخر، ثابتًا في موقعه، مقبلاً غير مدبر، ليترك بصمة خالدة في ذاكرة الجنوب الحافلة بتضحيات أبنائها.
هذه التضحيات هي ما ترسم طريق الحرية، وتجعل من دماء الشهداء منارة للأجيال القادمة. الرحمة والمغفرة للشهداء والصبر والسلوان لذويهم، والنصر بإذن الله لأبطالنا الصامدين.
زر الذهاب إلى الأعلى