مقالات وتحليلات

بدمائهم تُرسم الجغرافيا: القوات المسلحة الجنوبية وصناعة الفجر الجديد

بدمائهم تُرسم الجغرافيا: القوات المسلحة الجنوبية وصناعة الفجر الجديد

كتب : خلدون بن معيلي

 

لا يكتمل الحديث عن انتصارات الجنوب دون التوقف عند الدور المحوري الذي اضطلع به أبطال الميادين، أولئك الذين شكّلوا بوعيهم الوطني وانضباطهم العسكري حجر الزاوية في مسيرة الصمود والدفاع عن الأرض والهوية.

فعلى إيقاع خطواتهم الثابتة على أرضٍ أنجبتهم، وبإرادةٍ صلبة جسّدتها بنادقهم وهم يمضون بثقة نحو تحقيق الأهداف الوطنية، تتعزز آمال الشعب وتتجدد ثقته بقرب ميلاد فجرٍ جديد، تُصان فيه الكرامة وتُستعاد فيه السيادة.

إن أبطال قوات الجنوب المسلحة اليوم لا يدافعون عن الجغرافيا فحسب، بل يعيدون رسم معالمها بدمائهم الزكية، ويرفعون راياتها عالية خفاقة فوق سماء الجنوب وقممه الشامخة، في صورةٍ رمزية تعكس ثباتهم وصلابتهم التي لا تنحني أمام التحديات.

وهم بذلك يرسّخون الخطوط الحمراء على خريطة الوطن، مؤكدين أن حرية القرار والسيادة الوطنية حقٌ لا يقبل المساومة، وأن حماية الأرض مسؤولية تاريخية يتصدون لها بإيمانٍ عميق وإخلاصٍ لا يتزعزع.

إن الشعب، وهو يتابع هذه التضحيات الجليلة، يقف خلف قواته المسلحة سندًا وداعمًا، يراها وستبقى تاجاً وطنيًا مشرقًا على رأسه وشريكاً أصيلًا في معركة الصمود والبناء وسيظل هذا الشعب، بأجياله المتعاقبة، الرافد الدائم للرجال الأوفياء الذين يختارون طوعًا خدمة وطنهم في ميادين الشرف والبطولة، وبكل ما يلزم لتعزيز عوامل الثبات والاستمرار.

ويؤكد مسار التاريخ أن الأمم لا يصنع مجدها إلا الأوفياء، ولا تحمي مكتسباتها إلا سواعد الأبطال وإن سجل الشرف الوطني لن يدوّن إلا أسماء أولئك الذين كتبوا حضورهم بالتضحية والصمود، دفاعًا عن الحق والحرية وكرامة الشعب وكبريائه

وعليه، فإن أبطال الجنوب، صُنّاع الانتصارات وحراس الوطن، يحظون بتقديرٍ عميق وامتنانٍ صادق من شعبهم، الذي يدرك عظمة ما يقدمونه من أدوار استثنائية في مختلف مواقعهم وانتشارهم على امتداد جغرافية الجنوب وفي جميع محافظاته، حيثما كانوا، وحيثما اتجهوا نحو ميادين الشرف التي لا تليق إلا بهم

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى