مقالات وتحليلات

الضالع.. بين المنح الدراسية ورسائل الكبرياء

الضالع.. بين المنح الدراسية ورسائل الكبرياء

كتب/ عبدالسلام محمد قاسم

▪️عندما يتحدث الدكتور سعيد إسماعيل، أستاذ كلية الطب بجامعة عدن، فإن حديثه يلفت الانتباه بما يحمله من خبرة وتجربة طويلة في ميدان التعليم الأكاديمي. وقد جاء حديثه الأخير ليكشف حقائق مهمة في قضية المنح الدراسية المقدمة من دولة الإمارات لأبناء الجنوب، وليضع النقاط على الحروف في مواجهة ما أثير من شائعات واستهدافات.

منح الإمارات.. بين الحقيقة والاتهامات

أكد الدكتور إسماعيل أن 100 طالب وطالبة تم اختيارهم للاستفادة من منح دراسية تكفلت بها دولة الإمارات عبر المجلس الانتقالي، بما يشمل كافة التكاليف والمصاريف. غير أن بعض الأصوات سارعت إلى إطلاق اتهامات بأن هذه المنح ذهبت كلها إلى أبناء الضالع، وهو ما اعتبره الدكتور محض افتراء، بل وصل الأمر إلى نشر كشوفات مزورة لإثارة الجدل.

وأشار إلى أن نظام المحاصصة بين المحافظات كان معمولاً به في السابق، لكنه أُلغي لاحقًا بسبب ضعف مستوى بعض المقبولين. ولو أُجريت امتحانات مفاضلة حقيقية اليوم – كما يقول – لكان أبناء الضالع في الصدارة بجدارتهم، لا بانتمائهم المناطقي. بل إن الكثير منهم حُرم من حقه في هذه المنح رغم تفوقه.

شهادة الواقع والتحولات

تأكيدات الدكتور إسماعيل التقت مع ما أورده الكاتب محمد علي محسن، الذي شدد على أن الضالع لم تعد تلك الرقعة النائية التي يراها البعض، بل تحولت خلال العقود الماضية إلى بيئة علمية وثقافية وتجارية نشطة، يشهد بذلك رؤساء جامعات وأكاديميون ورجال أعمال بارزون.

إن أبناء الضالع – بحسب هذه الشهادات – قد أثبتوا حضورهم في الجامعات اليمنية، وحققوا نسب قبول عالية في كليات الطب والهندسة وغيرها، وهو تحول لا يمكن إنكاره.

الضالع.. رمز الكبرياء والصمود

الضالع ليست مجرد محافظة جغرافية، بل باتت رمزًا للكفاح والكبرياء. هي ما وصفها محسن بـ “ابنة النار ورفيقة الرعد”، التي لا تُقاس بمسافات الطرق بل بعمق التضحيات. إنها أنثى الجبال التي لا تنكسر بالحملات الإعلامية، بل تنكسر عندها الحملات نفسها.

فالذين يهاجمون الضالع وأبناءها – بدوافع سياسية أو مناطقية – لا ينالون منهم بقدر ما يكشفون ضعف حجتهم أمام واقع يثبت عكس ما يدّعون. ومن يقترب من هذه الأرض يعرف معنى الكرامة والالتزام، ومن يتنكر لها إنما يخاصم التاريخ.

كلمة ختامية

إن ما جرى من لغط حول قضية المنح الدراسية يعكس أزمة أعمق تتعلق بإدارة ملف التعليم العالي في البلاد، وغياب معايير الشفافية والإنصاف. والسؤال المشروع هنا: لماذا يغيب هذا الجدل عند إعلان منح وزارة التعليم العالي؟ تلك الوزارة التي باتت بحاجة فعلًا إلى “إعادة ضبط المصنع” قبل أن تغرق أكثر في الفساد والشللية.

ويبقى الثابت أن أبناء الضالع – ومعهم أبناء الجنوب كافة – يصنعون طريقهم بالعلم والاجتهاد، لا بالاتهامات ولا بالشائعات. فالضالع بتاريخها ورجالها وطلابها المتفوقين ستظل عنوانًا للصمود ومصدرًا للفخر.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى