كتب : هاني العيفري
من أحضان الجبال الشامخة، حيث تتعانق السماء مع الأرض، تنبض الحياة في الجنوب العربي، موطن الأبطال والملاحم.
من عطر التراث الذي يعبق في زوايا القرى، إلى صوت الأهازيج التي تتردد بين الوديان، تُروى حكايات الشجاعة والصمود، كأنها خيوط ذهبية تنسج تاريخًا عريقًا.
إلى كل نجمة تشع في سماء ليالي الجنوب، تُذكّرنا بأن الأمل لا يموت، وأن الحلم لا يتلاشى، مهما عانت الأرض من جراحات، نحن من نرفع راية الكرامة، نردد صدى الأجداد في كل خطوة، وكأننا نرسم معالم المستقبل بيدٍ قوية وعزيمة لا تلين.
أيا أرضنا، يا نبع الفخر والبطولة، اجمعي شتاتنا من كل زاوية، لنكون جسدًا واحدًا لا ينكسر. نحن أبناء الجنوب، ورغم عواصف الزمن، نثبت كالأشجار العتيقة، جذورنا تمتد في عمق الأرض، وفروعنا تتعانق مع السماء.
مؤذّنون في معبد العزة، نُحيي في قلوبنا شعلة المقاومة، نكتب بدمائنا قصة الأمل، حيث كل قطرة تنبض بحياة جديدة. نعيش في زمن العواصف، لكننا نرسم الأمل في عيون أطفالنا، ونغرس فيهم حب الوطن.
نحن الهاربون من قسوة الواقع، لكن أرواحنا تحلق في سماء الحرية. نرحل بقلوبنا نحو المستقبل، نرسم طريقًا لا يقف عند حدود، فكل خطوة نحو الجنوب هي خطوة نحو الأمل.
الجنوب العربي: أرض الشموخ، حيث الذاكرة لا تنسى، والمستقبل ينتظرنا بشغف. فلنرفع الأصوات، ولنجعل من كل كلمة سلاحًا، ومن كل حلم واقعًا، نحن هنا، باقون كالشمس في كبد السماء، نضيء دروب الحياة بالإرادة والأمل.
