مقالات وتحليلات

الحرب ذات الأجنحة المتعددة ومنها الحرب الاقتصادية

الحرب ذات الأجنحة المتعددة ومنها الحرب الاقتصادية

كتب : محمد صالح عبيد الداعري القصيلي

عادةً تبدأ الحروب الموجهة ضد الشعوب المناهضة للاحتلال والهيمنة والظلم على جبهات عديدة ومنها الحرب العسكرية والسياسية وآخرها الحرب الاقتصادية وهي حرب هروب من الهزيمة وفي هذا السياق يلجأ الاحتلال اليمني منذ عقد من الزمن وبتراخي من المجتمع الدولي ساعد ذلك لاستخدام المناورة من خارج الجبهات وبتحالف عناصر الفيد والفساد من الداخل والخارج ظنناً منهم أن هذه العصابات وداعميها بمقدورهم هزيمة شعب الجنوب وقيادته السياسية والعسكرية بالتراجع عن مبادئه وأهدافه التي رسمها بدماء الشهداء والجرحى طيلة فترة الحرب والاجتياح منذ حرب صيف 1994م وحرب 2015م وإلى يومنا هذا وكل ذلك دفع الاحتلال بشبكة واسعة من الفسدة والمفسدين حاولوا توجيه حرب الإبادة الجماعية لكافة أبناء الجنوب، ولكن وبفضل تلاحم الشعب والتنبؤ للقادم زادهم صبر وحكمة على كل أصناف الحروب الاقتصادية والمعيشية، ويمكننا القول بأن الاحتلال لم ولن يستطيع ذلك. بكل هذه الإمكانيات مع دعمه خارجياً وداخلياً من النيل من قضية الشعب والتراجع عنها مهما كلفتنا المواجهة والصبر ذلك يزيدنا عزماً وثبات لإخماد مستنقع الأخطبوط الأحمر المتحالف مع شراذم الإصلاح وبقايا النظام العفاشي الحوثي وندرك أن هذه الحرب هي موجهة ضد الجنوب وشعبه وهو يعيدنا إلى الأذهان أن هذا صراع على مقدرات الجنوب الاقتصادية وهو صراع دولي استخباري مرسوم مسبقاً.

وها نحن اليوم نتجرع مرارة هذه الحرب المعيشية بكل مفاصلها قطع الرواتب، وعدم صرف التسويات لكافة منتسبي القطاعين المدني والعسكرية، وتدني مستوى الخدمات، وغلاء المعيشة، وكأنها لا توجد حكومة في البلاد ولا قيادة شرعية تعالج مسببات هذه الحرب القذرة وندرك أن هذه الحرب من أخطر الحروب من الحرب العسكرية والسياسية وفي هذا السياق يرى الشارع الجنوبي ويتجشَّم بموقف النقابات العمالية والعسكرية وكافة قطاعات الشعب أنه إلى هنا وكفى لابد من تحديد موقف موحد لانتشال هذه العصابات وقمعها ومحاسبتها حتى يعيش الشعب الجنوبي بكرامة.

ونتابع أيضاً توجيهات الأخ الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي للهيئات السياسية للنزول إلى كافة المحافظات والمديريات ووضع صيغة سياسية اقتصادية للخروج إلى بر الأمان مالم فللصبر حدود. سيروا والله معكم وشعبكم الجنوبي خلف قيادته ومؤسساته المدنية والمجتمعية.. وحان الوقت لقيادة المجلس الانتقالي من التماسك مع الشعب والإصغاء لما يقوله، لأن بعد ذلك هو الانفجار وتخرج الأمور خارج عن السيطرة.. ونحن ندعم بقوة موقف كافة الأطر النقابية لتبنيها قرار الاعتصامات والعصيان المدني لاقتلاع كل جذور الفساد ابتداءً من رئاسة الحكومة وما إليها.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى