مقالات وتحليلات

انتهاك الشركة الوطنية للإسمنت للقوانين المحلية والدولية: قضية تحتاج إلى الانتباه

انتهاك الشركة الوطنية للإسمنت للقوانين المحلية والدولية: قضية تحتاج إلى الانتباه

كتب : اصيل الحوشبي 

تعد الشركات الكبيرة في قطاع الصناعات الثقيلة مثل صناعة الإسمنت من أبرز الأطراف الفاعلة في الاقتصاد الوطني إلا أن بعض هذه الشركه تواجه اتهامات جدية تتعلق بانتهاك القوانين المحلية والدولية ومن بين هذه تواجه “الشركة الوطنية للإسمنت” انتقادات متزايدة بشأن تجاوزات قانونية قد تكون أضرّت بالبيئة والمجتمع المحلي على حد سواء.

الانتهاكات البيئية

إحدى القضايا الكبرى التي تم رصدها في الشركة الوطنية للإسمنت هي الانتهاكات البيئية. إذ تفيد التقارير بأن مصانع الإسمنت في بعض المناطق تلوث الهواء والمياه، نتيجة لعدم التزامها بالمعايير البيئية العالمية والمحلية. تنتج مصانع الإسمنت كمية ضخمة من الغازات السامة مثل أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين، التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان والكائنات الحية. إن عدم استخدام التقنيات الحديثة لتقليل الانبعاثات الغازية في مثل هذه المصانع يتناقض مع الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الضارة.

كما تم رصد تلوث مصادر المياه من خلال تصريف المخلفات السائلة الملوثة التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة، ما يمثل انتهاكًا واضحًا للمعايير البيئية التي تنص عليها القوانين المحلية والدولية لحماية المياه الجوفية والسطحية.

انتهاك حقوق العمال

إلى جانب الأضرار البيئية، تعاني حقوق العمال داخل الشركة الوطنية للإسمنت من انتهاكات متواصلة. تشير تقارير حقوق الإنسان إلى ظروف عمل غير آمنة وغير صحية للعمال، حيث يتم تجاهل توفير وسائل السلامة والوقاية اللازمة. كما يواجه العمال ساعات عمل طويلة وأجور منخفضة، وهو ما يتعارض مع المبادئ الأساسية للعمل اللائق التي نصت عليها منظمة العمل الدولية (ILO).

التهرب الضريبي والتلاعب المالي

من ضمن التجاوزات الأخرى التي تثير القلق، تم التطرق إلى قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي والتلاعب المالي، حيث تشير بعض التحقيقات إلى أن الشركة قد تكون قد استفادت من ثغرات قانونية لتقليل التزاماتها المالية تجاه الحكومة. هذا التلاعب في الأنظمة الضريبية قد يؤدي إلى إفقار خزينة الدولة ويحرم المجتمع من موارد مالية هامة لصالح مشروعات تنموية وخدمات أساسية

المسؤولية القانونية

يتعين على الشركة الوطنية للإسمنت الالتزام بالقوانين المحلية والدولية المعنية بالحفاظ على البيئة وحماية حقوق العمال. كما يجب على الجهات المعنية بما في ذلك الحكومة والمنظمات الحقوقية، متابعة هذه القضايا واتخاذ التدابير القانونية اللازمة لمحاسبة الشركات التي تتورط في مثل هذه الانتهاكات.

في النهاية، يمثل التزام الشركات بالقوانين والمعايير الدولية أمرًا بالغ الأهمية لحماية المجتمع والبيئة. وفي ظل هذه الانتهاكات المزعومة، يتعين أن تكون هناك ضغوط أكبر على الشركة الوطنية للإسمنت لتصحيح مسارها، والامتثال للمعايير القانونية المحلية والدولية، بما في ذلك تقديم تعويضات للمتضررين والعمل على تحسين أوضاع العمال والبيئة بشكل عام.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى