احتجاجات واسعة في العاصمة عدن على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية

صوت الضالع / تقرير / مهيب الجحافي :

شهدت العاصمة عدن ، اليوم الثلاثاء ، وقفة احتجاجية كبرى ، شارك فيها الآلاف من المدنيين والعسكريين والمتقاعدين والمسرحين قسراً من أبناء الجنوب ، للمطالبة بصرف مستحقاتهم ومرتباتهم المتأخرة ، وتنديدًا لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية ، ورفض سياسيات التجويع والحرمان المنتهجة من قبل قوى الفساد والتآمر في رأس الحكومة اليمنية المهترئة . 

وجاءت الاحتجاجات ، بعد تجاهل الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي ، لحقوق الموظفين الجنوبيين ، وعدم وضع أدنى الإصلاحات الاقتصادية ، إلى جانب عدم تجاوبهم مع مطالب الإتحاد العام لنقابات عمال الجنوب ، ورفضهم لوضع أبسط الحلول العادلة . 

وأكد بيان الوقفة الاحتجاجية ، عن رفضه القاطع لمحاولات التجويع والحرمان الذي يتعرض لها شعب الجنوب في جميع النواحي الحياتية ، ووقف أعمال العابثين في حكومة الشرعية اليمنية المهترئة ، و الإستمرار في الاحتجاجات حتى تحقيق كامل المطالب المشروعة . 

وحمل البيان عدة رسائل مهمة للداخل والخارج ، إلى جانب وضع أبرز الأولويات العاجلة التي يجب أن تقوم بها الحكومة في أسرع وقت ممكن . 

ووجَه البيان رسالته الأولى للمجتمع الدولي ، مطالباً سيادته على ضرورة تحمل مسؤولياتهم الوطنية و الإنسانية تجاه ما يتعرض له شعب الجنوب من ظلم وحرمان وعقاب جماعي ، ونهب ثروات ومقدرات وطنه ، وانكارًا لحقوقه المشروعة ، مؤكدًا أن إستمرار تخاذلهم تجاه مظلومية الشعب الجنوبي يُمثل تواطؤًا مباشرًا مع من يعمقون أزماته المعيشية ، وعليه يدعوهم لإتخاذ موقف جاد لدعم حقوقه وضمان حقه في حياة كريمة بعيدًا عن المساومات السياسية . 

وطالب البيان في رسالته الثانية ، دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، على ضرورة تصحيح مسار الشراكة ، وإنقاذ البلاد من الفاسدين ، ووضع معالجات صحيحة للأوضاع المعيشية والاقتصادية التي فاقمت من معاناة الشعب الجنوبي ، وقال فيها : نؤكد أن الشعب الجنوبي، الذي طالما راهن على دعمكم، لا يزال يعاني من أزمات متفاقمة، تتطلب منكم مراجعة جادة لدوركم والتزاماتكم. إننا ننتظر منكم خطوات حقيقية لإنقاذ الجنوب من الفساد المستشري وتردي الخدمات، بدلًا من التهاون مع من يعبث بمقدرات هذا الشعب . 

وحمّل بيان الوقفة الاحتجاجية في رسالته الثالثة ، مجلس القيادة الرئاسي ، مسؤولية الفشل في إدارة البلاد ، والتهرب من مسؤولياته ، وعدم قدرته على مواجهة التحديات الإقتصادية والمعيشية ، محذرًا من أي تبعات قد تأثرها المرحلة القادمة على حياة الشعب الجنوبي . 

وحذر البيان في رسالته الرابعة ، الحكومة من استمرار التمادي بحقوق الموظفين الجنوبيين ، والاستهانة بمعاناة الشعب الجنوبي ، وسرعة صرف الرواتب بانتظام ، وتحسين الخدمات العامة ، وهيكلة الأجور بما يتناسب مع الظروف المعيشية المتدهورة ، مؤكدًا أن إستمرار تخاذلهم تجاه حقوق ومطالب الشعب الجنوبي لن يحصدون فيه إلا المزيد من التصعيد الشعبي حتى إنتزاع كامل حقوقهم .

ودعا البيان في رسالته الأخيرة ، المجلس الانتقالي الجنوبي ، إلى ضرورة الوقوف إلى جانب شعبه ، والدفاع عن حقوقه وحريته ، ووقف العابثين بمعاناته ، واتخاذ خطوات عملية تسهم في تحسين الأوضاع المعيشية وإنها العبث الحاصل في رأس الدولة .

هذا وتضمنت مطالب المحتجون في الوقفة الاحتجاجية ، كالسياق الآتي : 

1. إعادة صرف الرواتب بانتظام لجميع العاملين في القطاعين المدني والعسكري والمتقاعدين، وصرف الرواتب المتأخرة فورًا. 

2. هيكلة الأجور وإعادتها إلى قيمتها الحقيقية بما يتناسب مع انهيار العملة وغلاء الأسعار. 

3. تحسين الخدمات الأساسية كالكهرباء، والمياه، والتعليم، والصحة بشكل عاجل. 

4. وقف تدهور العملة المحلية ووضع برنامج اقتصادي شامل لمعالجة الأزمات الاقتصادية. 

5. إلغاء قانون رقم (6) لعام 1995م الذي يمنح الحصانة للمسؤولين الفاسدين، وفتح ملفات الفساد للمساءلة القانونية. 

6. إعادة تشغيل المنشآت الحيوية مثل مصافي عدن وميناء عدن لضمان الإيرادات ودعم الاقتصاد. 

7. تنفيذ قرارات التسوية والتعويض للمسرحين والمبعدين والجرحى وأسر الشهداء منذ حرب 1994م، وترتيب أوضاعهم بما يضمن العدالة.