صوت الضالع / القسم الإعلامي : اللواء ( 32 ) مشاة .
لا تكفي الكلمات لوصف القائد العميد صامد محمد علي العُمري، ذلك الرجل الذي تشكلت هويته القيادية في ميادين النضال، وصنعت المواقف شخصيته الفريدة التي تجمع بين الحنكة والحكمة، بين الهيبة والانفة، وبين التواضع والكرم، في صورة نادرة لقائد استثنائي لا يشق له غبار.
لقد كان القائد العُمري منذُ حرب دماج وحتى اللحظة أحد أركان المقاومة في مواجهة التمدد الحوثي الفارسي ، حيث لم يتزحزح قيد أنملة عن خط الدفاع الأول، صامدًا كالجبل، رابط الجأش، يقود المعارك بثقة وعزيمة لا تلين، فكان مثالًا حيًا للقيادة العسكرية المتفردة التي لا تقتصر على حمل السلاح، بل تمتلك القدرة على قراءة الأحداث، واتخاذ القرارات الحاسمة، وإدارة النزاعات والقضايا الشائكة بحكمة نادرة.
القائد العُمري لم يكن مجرد عسكري يؤدي واجبه، بل كان وما زال رجلًا يحمل إرثًا نضاليًا أصيلًا، ينحدر من أسرة عريقة في الأخلاق والمبادئ، تميزت بمواقفها الثابتة في كل المنعطفات الوطنية، فهو قائد يحمل ثروة من القيم والمبادئ التي جعلته يحظى باحترام واسع في المستويات العليا، لما يُمثله من نموذج فريد للانضباط العسكري والالتزام الأخلاقي.
يتميز العميد صامد العُمري بانتمائه لمدرسة السلف الصالح، حيث تتجسد في شخصيته صفات القائد العادل، الحكيم، الفارس الذي يحمل العلم والسيف معًا، فهو ليس فقط رجل معركة، بل شيخ علم يعرف أصول القيادة الشرعية التي تُمزج بحنكة الإدارة العسكرية، وهذا ما جعله واحدًا من القادة الذين يملكون نظرة ثاقبة وقدرة استثنائية على اتخاذ القرار في أصعب الظروف.
لم تكن القيادة بالنسبة للعميد العُمري مجرد منصب، بل مسؤولية تفرض عليه أن يكون في مقدمة المشهد حين يستدعيه الواجب الوطني، فقد كان دائمًا حاضراً لحل النزاعات والقضايا الشائكة بمهارة القائد الذي يوازن بين القوة والعدل، ويوظف الحكمة لحسم الخلافات بأقل الخسائر، وهو ما جعل الجميع يُجمعون على كفاءته في إدارة الأزمات.
إن القيادة ليست مجرد أوسمة تُمنح، بل هي مواقف تُصنع، ومسيرة تُبنى بالصمود والإرادة، وهذا ما يجعل العميد صامد العُمري نموذجًا فريدًا للقيادة المتزنة التي تحمل في جوهرها روح الشباب وعزيمة الرجال، فتجتمع فيه صفات القائد المقدام، والإداري المحنك، وصاحب الرؤية الاستراتيجية التي تعكس مدى نضجه القيادي.
إن الحديث عن القائد صامد العُمري ليس مجرد استعراض لسيرته، بل هو إقرارٌ بحقيقة أن التاريخ يُصنع برجالٍ مثل العُمري، الذين يرسمون ملامح النصر، ويوثقون البطولات، ويؤكدون أن القيادة الحقيقية ليست منصبًا يُمنح، بل هي مواقفٌ تُخلّدها صفحات التاريخ بحروف من نور، ونار .
زر الذهاب إلى الأعلى