مقالات وتحليلات

الهروب الانتحاري نحو الهاوية…| كتب ماجد الداعري. 

الهروب الانتحاري نحو الهاوية…| كتب ماجد الداعري. 

صوت الضالع 

واهم حد السذاجة والسخافة من يعتقد أن الحوثي سيجنح للسلام ويقبل بالشراكة الوطنية وهو الذي يعتبر نفسه حاكم بأمر الله ولديه من القوة وترسانة الأسلحة ماتجعله قادر على ابتلاع الجميع وفرض نفسه كحاكم أعلى لليمن،وليس مجرد القفز على أي اتفاقيات، كما اعتاد على ذلك.

وعليه فإن الأولى بالتحالف وبقايا الشرعية، أن يمتلكا أولا شجاعة الاعتراف بالهزيمة على الاقل ومصارحة الشعب اليمني المنكوب بويلات ثمان سنوات عجاف من الحرب والدمار والحصار، بأنهم ذاهبون لتسليم اليمن إلى زعيم مليشيات فشلوا في كسر شوكتها ومقابل شراء أمن ومصالح الجارة الكبرى التي لم تعد قادرة على تحمل ضربة واحدة جديدة على منشآتها النفطية التي لم تتعافى بعد من الضربات الأولى، وخاصة بعد سحب أمريكا لقوتها ومنظومتها الدفاعية وترك الحليف الأكبر بالمنطقة يواجه مصيره المحتوم، مادفعها لفهم اللعبة متأخرة والعودة مضطرة إلى طرق أبواب طهران لاعادة العلاقات بحثا عن أي حلول تخرجها من مستنقع ورطتها باليمن، مع الاستعداد لتقديم اي تنازل أو ثمن يضمن أمنها ويحيد اراضيها من أي هجمات قادمة من اليمن ولو اضطرها ذلك لتحديد منطقة عازلة بقوات يونيفل عربي أوبناء جدار عازل يفصل اراضيها الجنوبية عن الحدود اليمنية الملتهبة. 

ومن اجل تحقيق هدفها هذا، فقد ذهبت للبحث عنه في مسقط وبغداد وصولا إلى طهران والأمم المتحدة

ولم تجد اي حرجا من التضحية بكباش الشرعية وتقديمهم كقرابين لهذه الصفقة التي تتجاهل ابعادها المستقبلية الخطيرة التي ستعود عليها بالنكال والوبال، كونها تغامر في الخوض الانتحاري بلعبة موت محتوم يتربص بها، ولن تعرفه وتشعر بزعافة إلا عند وقوع الفأس بالرأس وافاقتها من غيبوتها وحيدة، بعد فقدانها لكل حلفائها باليمن.

وحينها ستدرك، دون جدوى، انها ساقت نفسها، وكل من كانوا معها من القوى والحلفاء باليمن، إلى محرقة جماعية لا مخرج لها منها، ولا فكاك من ورطتها، مهما قدمت من تنازلات ودفعت من أموال، كون هدف من تخطب اليوم وده، على حساب الجميع باليمن، أكبر من مجرد اعتراف به وتركه يحكم اليمن وإنما لديه هدف أكبر ومخططات توسعية مصحوبة باعتقادات طائفية بأن لهم الأولوية الأهلية والدينية والتاريخية في حكم وإدارة وتأمين مكة والمدينة والحفاظ على كل مقدسات المسلمين. 

لذلك لا نملك إلا أن نقول: كان الله في عون كل مخذول ومصدوم، وانار كل مخدوع مازال غارفا في سبات الأمنيات السحيقة باستعادة الشرعية وتحقيق أهداف عاصفة حزم، عصفت بمن جاءت لنصرتهم ودمرت ماتبقى من مقدراتهم، مقابل تقوية خصمهم وتسليمه البلاد ورقاب العباد لا أكثر.

#الهروب_الانتحاري_نحو_الهاوية

#ماجد_الداعري

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى