تقـــارير

النخبه الحضرمية درع حضرموت الصلب وصانعة التوازن في الجنوب

النخبه الحضرمية درع حضرموت الصلب وصانعة التوازن في الجنوب

صوت الضالع / عين الجنوب

تتقدّم حضرموت في لحظة فارقة تعيش فيها المحافظة اختباراً حقيقياً لقدرتها على ترسيخ الاستقرار وبناء منظومة أمنية تتناسب مع حجمها واتساعها ووزنها داخل الجنوب. وفي قلب هذا المشهد تقف النخبة الحضرمية كأبرز القوى التي استطاعت خلال سنوات قليلة أن تتحول من قوة ناشئة إلى ركيزة أساسية للأمن، وصمام أمان حقيقي أمام فوضى كان يمكن أن تغرق الوادي والساحل على السواء.

لم يعد حضور النخبة الحضرمية مجرد وجود عسكري أو أمني، بل بات جزءاً من المزاج العام للحضارم الذين وجدوا فيها التعبير الأكثر وضوحاً عن حاجتهم لقوة من أبناء الأرض نفسها، تعرف تضاريسها وقبائلها وممراتها وخباياها، وتستطيع بحكم هذا الانتماء أن تتعامل مع التحديات الأمنية بعقلية حضرمية خالصة لا ترتبط بمشاريع خارجية ولا تتحرك خارج نطاق المصلحة العامة للمحافظة.

وفي الوقت الذي تتعدد فيه مسارات الأزمة وتتشابك القوى المتداخلة في حضرموت ، تبرز أهمية بناء منظومة أمنية محلية قادرة على إنهاء ازدواجية القرار وتضارب الولاءات. وقد مثّل تمدد النخبة الحضرمية إلى مناطق جديدة مطلباً شعبياً عاماً، باعتباره خطوة نحو إعادة التوازن الأمني، وإغلاق المسارات التي تسرّبت منها التوترات طوال السنوات الماضية.

ومع كل تقدّم تحققه النخبة، يتعزّز الشعور لدى الشارع الحضرمي بأن الاستقرار لم يعد فكرة بعيدة، بل مشروعاً ممكناً وقابلاً للتحقق، خاصة في ظل الدعم الشعبي الكبير والدور المتنامي للمؤسسات المدنية والمجتمعية التي بدأت تنظر إلى الأمن الحضرمي المحلي بوصفه طريقاً طبيعياً لتمكين حضرموت من إدارة نفسها بعيداً عن المظلات المتعددة التي أثقلت الوادي وأربكت مساراته.

ومع تزايد الحديث عن ترتيبات سياسية جديدة في الجنوب، تبدو حضرموت أمام فرصة لإعادة صياغة دورها بما يضمن حضوراً أقوى في معادلة القرار. فالمحافظة التي عانت من التهميش والاختراق الأمني لسنوات تستعيد اليوم حضورها عبر مؤسسة نشأت من رحمها، وتتحول رويداً رويداً إلى قوة ضاربة تُسهم في حماية مصالح أهلها وترسيخ قواعد الاستقرار والتنمية.

هكذا تتقدم النخبة الحضرمية على طريق طويل، لكنه الطريق الذي يراه الحضارم ضرورياً لبناء محافظة آمنة مستقرة تستعيد مكانتها الطبيعية كإحدى أكثر مناطق الجنوب قدرة على الازدهار إذا توفرت لها أدوات الأمن الحقيقي وإرادة الإدارة المحلية الصادقة. وبين تحديات الواقع وطموحات المستقبل، تبدو حضرموت مهيأة لمرحلة جديدة عنوانها الثقة بالقوى المحلية، والرهان على أبناء الأرض لتثبيت قواعد الأمن وإطلاق مسارات التنمية التي طال انتظارها.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى