تقـــارير

“الإرادة الجنوبية أسقطت رهانات العليمي .. الميدان حُسم لصالح الجنوب العربي”

“الإرادة الجنوبية أسقطت رهانات العليمي .. الميدان حُسم لصالح الجنوب العربي”

 تقرير/ فاطمة اليزيدي:

 

خسر العليمي الرهان ولم يعد له موطئ قدم في الجنوب.

الدولة لمن بقي ثابتًا على الأرض.

المجلس الانتقالي.. الحامل السياسي الشرعي والضامن الوحيد لتطلعات الجنوب.

 

 

في مشهد يعكس فشل الشراكة الجماعية والتعًمد لتعطيل العمل على اللائحة بما نصته مشاورات الرياض منذُ اليوم الأول ‘ نقف اليوم أمام مغادرة رشاد العاصمة عدن دون معالجة أي وضع مختًل ولا أي تحسينات شهدتها اليمن بشكل عام ‘ في لحظة وصفها مراقبون بأنها سقوط رمزي للدولة ‘ وانسحاب من العقد الأخلاقي مع المجتمع ‘ وتوجيه رسالة سياسية مفادها :” نحن لا نملك أي مقومات لنبقى على الأرض ‘ نحن نملك سوى الخطابات ‘ ونفضل البقاء في الفنادق الفاخرة والمغلقة ‘ بينما من يملك القوة على الأرض هو المجلس الانتقالي الذي لم يتزحزح من الميدان إلا بضمانات دولية وإقليمية لاستعادة دولته.

 

*الجنوب العربي.. الجهة التنفيذية الوحيدة لحماية المصالح العليا للبلاد:

 

أكد محللون وساسة جنوبيون أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي يعيش حالة إرباك سياسي غير مسبوق ‘ عقب الانتصارات التي حققتها القوات المُسلحة الجنوبية في محافظة حضرموت والمهرة ‘ والتحركات الجنوبية الأخيرة خصوصًا فيما يتعلق بضرب منابع الإرهاب ‘ ومكافحة التهريب ‘ ومنع وصول الأسلحة والمشتقات النفطية إلى الحوثيين ‘ ما جعل المجتمع الدولي ينظر بارتياح إلى التحركات الجنوبية وبات يرى فيها شريكًا محوريًا في حفظ الأمن البحري ومحاربة الجريمة المنظمة.

وبحسب مصادر إعلامية جنوبية ‘ بأن الرئاسي بات في عزلة سياسية بعد أن تلاشت أوراقه في الجنوب ‘ خاصة بعد سيطرة كاملة للقوات الجنوبية على المحافظات الحدودية وفشلة في انتزاع أي موقف دولي أو إدانة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ بعد سيطرة القوات المُسلحة الجنوبية على وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة ‘ ضمن عملية إعادة الانتشار التي حُظيت بتأييد شعبي واسع جنوبًا.

 

*الإصغاء لنبض الشارع ..واجبًا وطنيًا:

 

منذُ تأسيس مجلس القيادة الرئاسي ‘ كان إقرار لائحة عمل تنظم مهامه ‘ أولوية عاجلة ‘ لكن ما برز هو تهرًب واضح من إشراك كافة الأعضاء ‘ فتحًول المسار الى تسويف ومماطلة لازمت عمل المجلس طوال السنوات الماضية ‘ وخلفت فراغًا أدارته قوى خفية وفق مصالحها.

اليوم تقع مسؤولية تاريخية على عاتق الجنوب العربي ‘ والقيادة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ في انتزاع الاعتراف الدولي الكامل عبر تقديم الجنوب كشريك استراتيجي في حماية الملاحة الدولية.

أن الاصغاء لنبض الشارع لم يعد خيارًا بل واجبًا وطنيًا ‘ وهو الطريق الوحيد لتحسين الأداء واستعادة الثقة وتحقيق الاستقرار المنشود في البلاد.

 

 

 

*الشرعية .. لا تمتلك أي سند شعبي في الجنوب:

 

لا يمكن لمن لم يقدًم خدمة واحدة لشعب الجنوب ‘ ولم يحمي منشآتهم ‘ ولم يُدافع عن حدودهم وممرات مياههم ‘ أن يحتكر وصف “الشراكة” فالشرعية الحقيقية تُكتسب من الشعب ‘ بالخدمة والتضحية ‘ وليس من البيانات والخطابات التهديدية.

إن المشهد برمته يؤكد حقيقة ثابتة هي أن الجنوب وشعبه هما الضحية التاريخية التي تتحمل وزر أزمات لم يصنعها ‘ سياسيون شددًوا بأن بقاء العليمي في موقع يتيح له تهديد شعب بأكمله لم يعد مجرد قضية سياسية ‘ بل أصبح قضية إنسانية وأخلاقية تمًس ضمير العالم والاقليم ‘ وتهددً بشكل مباشر مصالح شعب الجنوب وقضيته العادلة.

 

 

*مخاطر التراجع.. لماذا الاستقلال هو الخلاص؟

 

أي حديث عن حلول منقوصة أو العودة لمربعات التهميش ستؤدي إلى فراغ أمني تستغله التنظيمات الإرهابية مثل “القاعدة وداعش” التراجع عن استعادة دولة الجنوب العربي يعني إهدار تضحيات الشهداء وإدخال الجنوب في دوامه من الصراعات المناطقية التي يغذيها خصوم الاستقلال ‘ لذا فإن التمسك بدولة جنوبية فيدرالية هو الطريق الوحيد لضمان الأمن الإقليمي والدولي.

 

 

*ملامح الجنوب العربي.. يتًشكل:

 

يتطلع الجنوبيون الى دولة مدنية حديثة تحترم حقوق الإنسان ‘ وتضمن التوزيع العادل للثروة بين كافة المحافظات ‘ وتكون واحة استقرار في محيط مضطرب.

إن قصة نضال شعب الجنوب هي العربي هي إرادة لا تعرف الانكسار ‘ لقد غادر قطار الجنوب محطة مايو 1990 إلى غير رجعة ‘ متجهًا نحو فجر الاستقلال.

العالم اليوم أمام حقيقة واحدة هي انه لا سلام ولا استقرار مستدام في المنطقة والعالم دون استعادة دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى