مقالات وتحليلات

جليلة الشاعري  : حين انتصر الحلم وأصبح حقيقه

جليلة الشاعري  : حين انتصر الحلم وأصبح حقيقه

بقلم / جليلة الشاعري 

في كل بيت جنوبي، هناك قصة بطولة، وهناك شهيد ترك خلفه حلمًا لم يكتمل… إلا أن بعض الأحلام لا تموت، بل تُروى بالدم، وتُزهر حرية. من بين تلك القصص، تبرز حكاية والدي، الشهيد الذي اغتالته رصاصات الغدر والخيانه على أيدي قوات ضبعان في محافظة الضالع، لكنه رحل وفي قلبه يقين لا يتزعزع بأن الجنوب سينهض، وسينتصر.

كان والدي رجلًا شجاعا يهابه الاعداء ورحيما وبسيطا يحبه الاوفياء ، لقد حمل في قلبه وطنًا كاملًا. لم يكن يبحث عن مجد شخصي، بل عن كرامة شعب، وعن مستقبل لا يُهان فيه الجنوبي، ولا يُسلب فيه حقه. كان يقول دائمًا: “قد لا أعيش لأرى الجنوب حرًا، لكني سأموت وأنا أقاتل من أجله”. وصدق… فقد ارتقى شهيدًا، لكنه ترك لنا وصية من نار: لا تتنازلوا عن الجنوب.

استشهاد والدي لم يكن نهاية الحكاية، بل بدايتها. فقد تحوّل ألمه إلى وقود في قلوبنا، وصوته إلى هتاف في الميادين، وصورته إلى راية نرفعها في كل مسيرة. ومع كل خطوة نحو التحرير، كنا نسمع صوته، ونشعر بوجوده، ونستمد منه العزم.

واليوم، ونحن نعيش لحظات استقلال الجنوب، لا يسعني إلا أن أقول: تحقق حلمك يا أبي. الجنوب الذي أحببته، وضحيت من أجله، بدأ يستعيد عافيته، ويمضي نحو مستقبله بخطى ثابتة. صحيح أنك لست بيننا بجسدك، لكنك حاضر في كل نبضة حرية، وفي كل علم يُرفع، وفي كل نشيد يُردد.

رحمك الله يا أبي، وكل شهداء الجنوب الأبرار. لقد كتبتم بدمائكم فجر الاستقلال، وعلينا نحن أن نكمل المسير، أوفياء لوطنٍ يستحق الحياة.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى