اخبــار الضـالع

قرية المسندة تحفة التاريخ وجمال الحاضر 

قرية المسندة تحفة التاريخ وجمال الحاضر 
صوت الضالع /خديجة الجسري
أينما وليت وجهك فثم جمالاً يسلب الألباب وينطق اللسان بكلمة واحدة ” سبحان من خلق فأبدع ” وأنت بين أحضانها ستنسى حتماً تلك المظاهر الحديثة التي تفتخر بها المتنزهات العالمية لأنها جمعت بين الحاضر العالمي و الطبيعة بكل معاني الكلمة ..
قرية المسندة كل شيء فيها يثيرك ينعشك.. يبعث فيك الحياة.. الأمل.. يدفعك للحب.. ويقتلع من بين أحشائك الحقد والكره والضغينة.. لن تتمالك نفسك وأنت تشاهد مياه سيل وادي بناء وهي تتدفق من أعالي السائلة في وادي الموردة ويتكرر ذلك في أحلامك مرة تلو مرة، فهي الذكرى الخالدة والأغنية المستقرة بين شفتيك.. 
 تستقبلك فاتحةً ذراعيها تزف لك عمق الإبتسامة وتهديك البشاشة المنبعثة من أعماق أبناءها الأحرار سروراً ونشوة وأحساساً بالوطنية العظيمة فأبناءها لا يخضعون لأي جماعة مسلحة بل مستقلين بفكرهم المنير وأموالهم الطاهرة التي اكتسبوها من عرق جبينهم في المهجر ومن أرضهم الخضراء التي ورثوها عن أجدادهم كما ورثوا الحرية والكرامة ..
تستقبلك بعينها الخضراء لتظفر بنفحة من سحر الجمال وتتنقل في مدرجاتها وضفافها المخضرة الندية التي يخيل إلى ناظرها أنها قطعة من بساط في معرض التنافس، تعطرك بخور أرضها الودود الولود التي تغريك للنظر في جسدها المطرز بالأزهار والأشجار والثمار والمتمثل بالجبال والهضاب التي تقطر بالمياه العذبة وتنفث الهواء العليل من كل أتجاهاتها ..
تعتبر هذه القرية من أجمل وأعظم القرى، تمتع بخصائص ومغريات عديدة وخصوبة أرضها وديمومة خضرتها وثقافة أهلها والأخاء والحب فيما بينهم ولمن دخل عندهم ؛ مما يؤهلها لأن تكون منتجعاً سياسيا ووجهة للباحثين عن الحياة عن العلم عن الثقافة ليستقوها من أبناءها ..
وأنا أطوف وادي قرية المسندة ( الموردة) في وقت الظهيرة وأحلق في سمائه المزرقة وأسمع أزيز النحل بين أغصانه ، وتطاير الفراشات التي تحمل ع أجنحتها ألون الطيف ، كنت أشعر بسعادة تملأ الكيان المفعم بالحب والشوق لمشاهدة الباقي من وديانها ..
وفي جلسة مقيل بعد الظهيرة مع نساء القرية ونحن نتبادل أطراف الحديث أدركت أن نساء المسندة لم تكن كتلك النساء اللواتي سكنّ الأرياف؛ لأن لهن تفكير مختلف تماماً كم لو كنَّ عائدات من دولة كندا أو كوبا بأصرار واصلنّ تعليمهن الجامعي ومنذُ زمن بعيد فمنهن المعلمة والمحامية والمحاسبة والممرضة والإعلامية …الخ
حديثهن عن الوطن عن بناء دولة حرة مستقلة، عن التعليم عن الكتب عن المؤلفين وبين هذا وذاك لا يخلو الحديث من النكت والضحك مما يجعلك تتمنى أن يطول الحديث ويبتعد الزمن لتمكث معاهن أكثر وأنت تشعر بالمتعة وتحلق روحك في فضاء الأفكار العظيمة التي لا تستسلم ….إنها المسندة بخضرتها وعمارتها التي جمعت بين الماضي والحاضر بثقافة وحرية رجالها بعظمة نساءها.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى