تقـــارير

مثقفون جنوبيون: يجب استعادة هوية الجنوب المسلوبة منذ حرب 94م

مثقفون جنوبيون: يجب استعادة هوية الجنوب المسلوبة منذ حرب 94م

:

*عامر: شعب الجنوب أكثر الشعوب تفاعلًا وانهمارًا مع ثقافات مختلفة قادمة من خلف البحار

 

*باحشوان: الفعالية تعد أول تشبيك بين النقابة والاتحاد ونتطلع للمزيد لاستعادة هوية الجنوب المسلوبة

*نجمي: الثقافة مرتكز أساسي لبناء دولة الجنوب الفيدرالية القادمة

*توفيق: الاحتلال اليمني حاول تصدير ثقافة دخيله لكن شعب الجنوب رفضها

العاصمة الجنوبية عدن” 4 مايو” عـــلاء عــادل حـــنش:

 

أكد مثقفون جنوبيون على أهمية الاهتمام بالثقافة على مستوى الجنوب عامة لا سيما الجانب المُتعلق بالهوية الجنوبية التي سلبها، بشكل ممنهج، نظام صنعاء اليمني بعد شنه حربًا ممنهجة على الأراضي الجنوبية في صيف عام 1994م.

جاء ذلك خلال الفعالية الثقافية التي نظمها اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن اليوم الخميس 15 يونيو / حزيران 2023م، تحت عنوان: (الثقافة وميادينها وأهميتها في حياة الشعوب)، في مقر نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الكائن في مديرية التواهي بالعاصمة عدن.

*ثقافة لبناء دولة جنوبية متينة
وكان المؤرخ نجمي عبد المجيد بدأ الفعالية بالحديث عن أهمية الثقافة في حياة الشعوب كونها الأساس الصلب التي تستند عليه كل شعوب العالم.

وأكد نجمي على أهمية الاهتمام بالثقافة باعتبارها المرتكز الأساسي لبناء دولة الجنوب الفيدرالية القادمة.

وأشار إلى أن الجانب الثقافي يُعد المؤسس الحقيقي لبناء الدول، وللشعوب.

وطالب نجمي، في ختام حديثه، بضرورة انخراط كافة الأدباء والمثقفين الجنوبيين بالعمل الثقافي والأدبي بهدف تأسيس قاعدة ثقافية وأدبية جنوبية.

*أول تشبيك بين النقابة والاتحاد
فيما رحب رئيس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الأستاذ عيدروس باحشوان بإقامة فعالية اتحاد أدباء الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن في مقر النقابة، معتبرًا ذلك أول تشبيك بين النقابة والاتحاد، متطلعًا إلى مزيد من التعاون في في سبيل توحيد الجهود الجنوبية لاستعادة الهوية الجنوبية التي سُلبت منذ عام 1990م.

*فشل الاحتلال اليمني في تصدير ثقافته للجنوب
بدوره، قال الشاعر مازن توفيق، وهو الذي أدار الفعالية بامتياز، أن: “الحديث عن الثقافة يجب أن يتعاطى بشكل شامل من خلال البحث في الميادين المختلفة التي تأتي كنتيجة طبيعية لتطور المجتمعات والشعوب من خلال الموروث والعادات والتقاليد ومنها السلوك والثقافة العامة، والفنون بمختلف مشاربها”.

وأكد توفيق على أن الأدب والفن يلعبان دورًا كبيرًا ومهمًا في عملية رصد تطور أي مجتمع، وتوثق حياة الشعوب والأمم.

وأشار إلى أن: “هناك بعض المثقفين والأدباء والكتاب والفنانين يحاولون، في المرحلة الراهنة، إيجاد رؤى وحلول ودراسات بهدف استعادة ثقافة شعب الجنوب وهويته التي حاول، وما زال يحاول الاحتلال اليمني طمسها بأسلوب ممنهج، وخبيث”.

ونوه توفيق، في ختام حديثه، بأن الاحتلال اليمني حاول، خلال ربع القرن الماضي، تصدير أفكار وتقاليد وثقافة جديدة، ودخيله، لفرضها على شعب الجنوب، إلا أن شعب الجنوب بتاريخه العريق في الثقافة والأدب وكافة المجالات رفض تلك الثقافة الدخيلة، ونبذلها.

*شعب الجنوب أكثر الشعوب تفاعلًا مع ثقافات مختلفة
بعدها، تُرك المجال لمحاضر الفعالية الدكتور عبد السلام عامر الذي اثرى الفعالية بورقة غنية بالمعلومات الثقافية والتاريخية عن تاريخ الجنوب، وشعبه ثقافيًا، ومدى ارتباط الثقافة بالسياسة باعتبار الثقافة العمق الاستراتيجي للسياسة، وموجهها المتين.

وتحدث عامر بإسهاب عن أهمية الثقافة وميادينها وأهميتها في حياة الشعوب.

وقال أن: “هناك محاولات في الوقت الراهن لإحياء الثقافة التي تقريبًا كانت في حالة غيبوبة”.

ووضع عامر اتجاهين لانتشال وضع الثقافة من الركود المميت وأسبابها.

ولخص الاتجاه الأول بقوله: “الثقافة المثالية (المثُل)، أي ثقافة السلوك والأخلاق والتربية والتعليم والأفكار وغيرها”، مُفسرًا الاتجاه الأول بضرورة: “معالجة أسباب تدني سلوك الناس، وسقوط الأخلاق، بالإضافة إلى انتشار أفكار مختلفة أفقدت المجتمع هويته، ودينه، وكل تلك الأفكار المتعددة خلقت مجتمع مضطرب، وانفصام في شخصيته لا تستطيع السيطرة عليه لعدم وجود هوية واضحة لسياسة الدولة المفقودة في ارشاد المجتمع من خلال التعليم على سبيل المثال”.

وواصل عامر تفسير الاتجاه الأول بالقول: “أصبح التعليم بدون هوية بسبب تعطيل مواد (الوطنية، والمجتمع)، وحشو التعليم بمواد دينية تناقض أي تفكير في إيجاد الثقافة، وتحديدًا الفنون والآداب من وجهة نظر تكفيرية”.

فيما لخص عامر الاتجاه الثاني بقوله أن: “الثقافة المادية الملموسة، بمعنى أن المؤسسات الثقافية التي يُفترض أن تقيمها الدولة مثل البنية التحتية، باتت مفقودة من مسارح ومتاحف ومطابع وعدم دعم القوة البشرية من المواهب الإبداعية والفنية”.

وأكد على أن هذين الاتجاهين هما “ما يجب العمل عليهما إذ ما أردنا إيجاد ثقافة وطنية ذات هوية، أو بالأحرى استعادة هويتنا الثقافية الجنوبية”.

وانتقد عامر النهج الموجود في بعض المواد الدراسية التي ترفض الفن والمسرح والموسيقى.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى