اخبـار دوليـة

مأساة تلاحق سكان غزة الهاربين من القصف.. هؤلاء مُهدّدون بـ”كارثة”!

صوت الضالع / متابعات

في ظل العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع المحاصر، يتعرض سكان غزة لأكبر مأساة إنسانية جراء حملة القصف الممنهجة التي يشنها الاحتلال. وبينما يجتمع عليهم الفقر والجوع فإن أزمة مياه الشرب تضاف إلى معاناتهم اليومية.

ونقلت وكالة “الأناضول” حوراً دار بين شخصين فلسطينيين، الأول يقف على قارعة الطريق أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وآخر يحمل غالوناً من الماء المحلى. حينها، قال الأول: هل هذه مياه حلوة؟ يجيب الثاني: نعم.. هنا، يضيف الأول: “اسقني الله يخليك، والله اشتقت لطعمها.. سأموت من العطش”.

لم يبخل حامل الماء على طالبه ومنحه زجاجة ماء، وبدا في عيني الأخير المنهكتين من الجوع والعطش أنه حصل على كنز لا يقدر بثمن.

وباتت أزمة المياه تتعمق بشكل متسارع منذ بداية حرب غير مسبوقة على غزة، قطعت خلالها “إسرائيل” كافة الإمدادات من كهرباء وماء وعلاج ووقود، وباتت الأوضاع الإنسانية فيها مأسوية.

تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان لها، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة “كارثي ويزداد سوءا كل لحظة”، وإن “المدنيين في القطاع يتحملون التكلفة الإنسانية الباهظة خاصة النساء والأطفال”.

وفي وصفها لما يجري تضيف اللجنة: “ما نراه في غزة لم نشهده منذ تواجدنا الدائم منذ 1967، فالتدمير طال البنى التحتية للمياه والمياه العادمة، حيث خرج معظمها عن الخدمة ما ينبئ بكارثة بيئية”.

وأشارت إلى أنّ “الحصول على نقطة ماء نظيفة للشرب، أو رغيف خبز في غزة، رحلة محفوفة بالمخاطر وتستمر لساعات”، تتابع اللجنة الدولية.

كذلك، ذكرت اللجنة أنها عملت على تقديم المساعدة في تركيب مضخات على خزانات المياه لتوزيع المياه على السكان، ونشرت على حسابها في موقع إكس إنها تبذل قصارى جهدها لنجدة المتضررين.

وتضيف: “خلال الأيام الماضية، قمنا بالدعم في تركيب مضخات على خزانات المياه، لمساعدة البلدية في توزيع المياه، ودعمنا أيضاً مالياً مباشرة مصلحة مياه بلديات الساحل، لإصلاح خط أنابيب المياه المتضرر”.

وتتعمد إسرائيل فرض أزمة المياه على القطاع منذ بداية الحرب وتستخدمها كسلاح أقوى من النار ضد سكان القطاع.

وتشير عمليات القصف الممنهجة التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية ضد مركبات توزع مياه وخزانات فوق أسطح بنايات ومؤسسات صحية كان آخرها، مستشفى الرنتيسي للأطفال وسط مدينة غزة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير البنية التحية للضغط على السكان من أجل النزوح وترك مدنهم.

متحدث وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، يقول في تصريح للأناضول، إن إسرائيل “تعمّدت استهداف خزانات المياه والطاقة الشمسية في مستشفى الرنتيسي، وتعرّض حياة نحو 7 آلاف مريض وطاقم طبي ونازحين داخل المستشفى للموت عطشا”.

من جانبها، حذرت حركة “حماس”، من شح المياه في قطاع غزة، وسياسة إسرائيل التي تستخدم العقاب الجماعي وقطع إمدادات المياه للضغط على المدنيين لتهجيرهم من منازلهم وأماكن سكناهم.

وأضافت في بيان أن “الاحتلال قطع كل إمدادات المياه عن القطاع، وخصوصا عن مدينة غزة وشمالها، ما دفع المواطنين إلى شرب مياه غير صالحة بعد أن قام جيشه بقصف ما تبقى من خزانات مياه بصواريخ وطائرات أميركية”.

ودعت الحركة “الأمم المتحدة والأطراف الدولية ذات العلاقة لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية التي تُفضي إلى إبادة جماعية، والعمل بشكل فوري على إعادة إمدادات المياه”.

كيف يتعايش الفلسطينيون مع هذه الأزمة؟

تدفع أزمة شح المياه الفلسطينيين إلى شرب مياه ملوثة يتم استخراجها من آبار قريبة من البحر ومصارف مياه الصرف الصحي.

يقول نائب مدير الرعاية الصحية الفلسطينية رامي العبادلة في تصريح للأناضول: “إن سكان القطاع يشربون مياه ملوثة، فالمياه مقطوعة بشكل تام والجيش الإسرائيلي قطع 3 خطوط مياه عن قطاع غزة”.

ويضيف “يتم رصد حوالى 1000 حالة يوميا ما بين الإسهال والجدري والتهابات الجهاز التنفسي والتسمم بسبب المياه الملوثة، فما تسجل 1000 حالة خلال 6 أشهر سابقا”، وفق العبادلة.

واستخراج هذه المياه من الآبار يتم عبر مولدات كهرباء صغيرة تم تحويلها من العمل على البنزين إلى غاز الطهي، فلا يوجد أي كميات وقود حالياً في القطاع لكن الغاز موجود بكميات محدودة جداً ستنفد خلال أيام قليلة.

ولا تتوفر هذه المياه إلا في مناطق محدودة لذلك يتوجه آلاف الفلسطينيين يومياً إلى محطات بعيدة عن مناطق سكنهم أو نزوحهم ويقفون في طوابير طويلة جدا لتعبئة غالونات في عملية تستمر عدة ساعات.

ولا يمكن لفلسطيني واحد أن يحصل على المياه والخبز في يوم واحد فكل طابور يستغرق ما لا يقل عن 6-8 ساعات لذلك يتوزع أفراد الأسرة الواحدة للحصول على احتياجاتهم.

وتصف إحدى سيدات غزة الوضع بالمأسوي نتيجة شح المياه وعدم توفر الخبر ونقصف كميات المساعدات التي تصل إلى القطاع. لكن هذا الحل لا يتوفر للجميع فهناك بعض المناطق يصعب الخروج منها للحصول على المياه بسبب الخشية من التعرض للقصف.

وفعلياً، فقد بدأ هؤلاء يعتمدون مؤخراً على العصائر والمياه الغازية المتبقية في بعض المتاجر، كبديل لمياه الشرب ولكن هذه المشروبات لا تتوفر إلا بكميات قليلة.

وقبل أسابيع، دمرت الطائرات الإسرائيلية في حي الشجاعية شرقي غزة منزل الشاب الذي يتوق لشرب الماء، فلجأ رفقة عائلته إلى المستشفى لتأويهم ويروون عطشهم فيها.

يعكس هذا المشهد أزمة مياه يواجهها الفلسطينيون بعد أن قطعت إسرائيل خطوط المياه الرئيسية المغذية للقطاع منذ أن أطلقت حربها المدمرة على الفلسطينيين في 7 تشرين أول المنصرم.

كل هذه المؤشرات تشير إلى أن العطش سيكون كابوسا على الفلسطينيين في غزة خلال أيام قليلة فقط خاصة في مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع التي لم تصلها أي كميات من المساعدات الإنسانية التي دخلت عبر معبر رفح البري على الحدود مع مصر. (عربي21)

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى