صوت الضالع / متابعات
تصاعد الرفض العربي والدولي لتصريحات أدلى بها مسؤولان إسرائيليان وطالبا فيها بتهجير الفلسطينيين وتوطينهم خارج قطاع غزة، مشيرين إلى أن هذه التصريحات تعتبر تحريضية وغير مسؤولة، جاء ذلك فيما أكدت مصر أن الأولوية الراهنة هي وقف إطلاق النار بالقطاع.
وأكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن الأولوية الراهنة في قطاع غزة هي وقف إطلاق النار، مجدداً رفضه تهجير الفلسطينيين، وفق تصريحات أوردها المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، لدى استقبال السيسي وفداً من الكونجرس الأميركي، أمس. وقال المتحدث إن «السيسي أكد للوفد الذي يضم أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على ضرورة العمل بجدية على التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً للمرجعيات المعتمدة».
وشدد الرئيس المصري على أن «الأولوية الراهنة تتمثل في التوصل إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية لمواجهة المأساة الإنسانية التي يواجهها أهالي القطاع، اتساقاً وتنفيذاً للقرارات الأممية ذات الصلة». وشدد السيسي كذلك على رفض مصر التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
كما أكد السيسي خلال إتصال هاتفي تلقاه من رئيس وزراء اليونان كيرياكوس متسوتاكيس، أمس، أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف معاناة الشعب الفلسطيني وإنقاذه من المأساة الإنسانية التي يتعرض لها.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي استعرض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية.
وحول العلاقات بين مصر واليونان، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على الاستمرار في دفع العلاقات إلى آفاق أرحب سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي مع قبرص، مشيداً بالطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين.
من جانبه، أعرب متسوتاكيس عن تطلع بلاده لمواصلة تعزيز وتفعيل التعاون المشترك بين البلدين في إطار العلاقات التاريخية الوثيقة بين الشعبين الصديقين مع الحرص على مواصلة التشاور وتنسيق المواقف إزاء التطورات المتلاحقة بمنطقتي شرق المتوسط والشرق الأوسط، مشيداً بالجهود المصرية في الدفع نحو تهدئة الأوضاع في غزة.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، رفض بلاده التام لكافة صور تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، موضحاً «أن هذه الأفكار لا يمكن أن تحقق الاستقرار في المنطقة».
وذكرت الخارجية المصرية في بيان إن ذلك جاء خلال لقاء الوزير شكري مع وفد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين برئاسة السيناتور جوني إرنست والذي يزور مصر في إطار جولة إقليمية في المنطقة.
وأكد شكري ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات التي تلبي احتياجات الفلسطينيين، معرباً عن تطلعه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2720 بما يسهم في نفاذ المساعدات بصورة عاجلة ومستدامة للوفاء بالاحتياجات الإنسانية للقطاع. وشدد على ضرورة وقف استهداف المدنيين وعنف المستوطنين الإسرائيليين وأولوية وحتمية التوصل لوقف فوري وشامل لإطلاق النار فضلاً عن اضطلاع الأطراف الدولية المؤثرة وفي مقدمتهم الولايات المتحدة بمسؤولياتها نحو وقف الانتهاكات الإسرائيلية في غزة.
بدورها، أعربت الولايات المتحدة عن رفضها لتصريحات أدلى بها مسؤولان إسرائيليان وطالبا فيها بتوطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة واعتبرت أنها «تحريضية وغير مسؤولة».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان «ترفض الولايات المتحدة التصريحات الأخيرة للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير الداعية إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة».
وأضاف ميلر «قيل لنا مراراً وتكراراً من قبل حكومة إسرائيل بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن مثل هذه التصريحات لا تعكس سياسة الحكومة الإسرائيلية»، مشدداً على وجوب «أن تتوقف التصريحات المماثلة على الفور». وأكد «أننا كنا واضحين وثابتين بشكل لا لبس فيه في القول إن غزة أرض فلسطينية وستظل أرضاً فلسطينية». وأضاف «هذا هو المستقبل الذي نسعى إليه لمصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة المحيطة والعالم».
كما نددت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، بالتصريحات التي أدلى بها الوزيران الإسرائيليان.
وقالت الوزارة في بيان إن «فرنسا تدين تصريحات وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير»، داعية إسرائيل إلى «الامتناع عن مثل هذه التصريحات الاستفزازية التي تعتبر غير مسؤولة وتغذي التوترات».
كما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أمس، رفضها دعوات مسؤولين إسرائيليين لتهجير الفلسطينيين، واعتبرتها «غير مفيدة». وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية إنه «لا يجب طرد الفلسطينيين من غزة، ولا يجب تقليص مساحة القطاع».
وجدد الالتزام بحل الدولتين لأنه «النموذج الوحيد والمستدام للتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
الإتحاد
زر الذهاب إلى الأعلى