اخبـار دوليـة

هل ورّط الحوثيون إيران ووضعوها في الزاوية؟

صوت الضالع / متابعات

سلط التصعيد الحاصل في اليمن الضوء على الموقف “الحرج” الذي وضع فيه الحوثيون طهران، التي تجنبت خلال سنوات المواجهة المباشرة سواء مع إسرائيل أو الولايات المتحدة رغم العداء الكامن بينها وبين الغرب.

وأشار تقرير لوكالة “بلومبرغ” إلى أن الميليشيا التي ساعدت طهران في بنائها ربما ستجر طهران إلى الحرب، لافتا إلى أن المواجهة بين الحوثيين والولايات المتحدة تعد لحظة فاصلة بالنسبة لـ”محور المقاومة” الإيراني.

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس الجمعة أكثر من 150 ضربة على أكثر من ثلاثين موقعا عسكريا يسيطر عليه الحوثيون. وأعلنت واشنطن مساء الجمعة أنها وجهت ضربة جديدة في اليمن. 

يقول تقرير بلومبرغ إن “الغارات الجوية التي تهدف إلى ترهيب الحوثيين في اليمن، تضع الولايات المتحدة وحلفاءها في مواجهة حركة مدعومة من إيران تشعر أن لحظتها قد حانت وتحاول اغتنام فرصة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس”.

تنقل الوكالة عما يقرب من عشرين مصدرا، بما في ذلك مسؤولون يمنيون حاليون وسابقون، القول إن “زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يرى في مواجهة القوة العظمى في العالم المتمثلة بالولايات المتحدة بمثابة خطوة نحو تحقيق ما يعتقده الرجل وأتباعه أنه قدره في أن يصبح زعيما إسلاميا”.

نجحت إيران في ربط حركة الحوثي أيديولوجيا وتنظيميا بأعضاء آخرين في محورها، وخاصة حزب الله، وفقا لمحللين درسوا استراتيجية طهران الإقليمية.

يقول الباحث اليمني عدنان الجبرني إن “الحوثيين أصبحوا الآن هم من يغيرون قواعد اللعبة في محور المقاومة.. إيران نفسها فوجئت بكفاءتهم”.

لا يقتصر الدعم الإيراني على مجرد تزويد الحوثيين بالأسلحة ونقل تكنولوجيا الصواريخ والخبرة، بل يشير الجبرني إلى أن “ضباطا من حزب الله والحرس الثوري الإيراني يشاركون في اجتماعات المجلس الجهادي الذي يرأسه الحوثي ويعمل كمركز للقيادة والسيطرة”.

ومع ذلك يرى التقرير أن طموحات الحوثي قد تصطدم بحقيقة أن إيران لا تريد خوض حرب شاملة تخاطر من خلالها بأن تتفوق عليها إسرائيل والغرب.

بالمقابل يصف تقرير لمجلة “ذي أتلانتيك” تصعيد الحوثيين في اليمن بأنه وضع الإيرانيين في “الزاوية”.

يقول التقرير إن قيادات طهران أمضت الأشهر القليلة الماضية في رقصة محفوفة بالمخاطر، فمن ناحية تؤكد دعمها الكامل لحماس وتكرر مطالبتها بتدمير إسرائيل، لكنها من ناحية أخرى، تعمل جاهدة على تجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.

يشير التقرير إلى أن إيران “تعلم جيدا أنها قد لا تنجو من مثل هذا الصدام المباشر”. 

يبين التقرير أن النظام الإيراني اعتقد لسنوات أنه نجح في اتقان هذه المناورة من خلال اعتماد سياسة “الصبر الاستراتيجي” المتمثلة بتجنب المواجهة وفي الوقت ذاته تقوية أذرعه من الميليشيات العراقية واللبنانية والسورية والفلسطينية واليمنية.

أثار تعليق الحرس الثوري الإيراني، على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، تأويلات وتحليلات عدة، تمحورت حول الرسائل التي يتضمنها البيان، والتي تعكس في صياغتها، توجه لتجنب الرد على اغتيال العاروري، بتوصيفه وكأنه محاولة استدراج سيجري تفاديها.

خلال تلك الفترة تعرضت طهران لعدة ضربات موجعة بينها مقتل قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني في ضربة أميركية حيث توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بتنفيذ رد قاس لكن ذلك لم يحصل أبدا، وفقا للمجلة.

وفي الوقت نفسه، عملت إسرائيل بشكل متكرر على الأراضي الإيرانية وساعدت في قتل قادة في إيران وسوريا والعراق ولبنان. 

يقول التقرير إن خامنئي يتعرض في الوقت الحالي لانتقادات نادرة من العديد من أنصاره باعتبار أنه حذر أكثر من اللازم.

وحتى حزب الله اللبناني، أبرز الميليشيات التي تحتضنها طهران، اضطر إلى تنفيذ رد محدود للغاية على إسرائيل، حيث يشير التقرير إلى أن خطابات زعيم الحزب حسن نصر الله باتت موضع سخرية في الأشهر القليلة الماضية لأنها جمعت بين التهديد والوعيد مع عدم وجود أي عمل ملموس. 

بالتالي يعتقد كاتب التقرير أن طهران وفي حال اتبعت قواعد اللعبة المعتادة بالنسبة لها (تجنب المواجهة)، فمن المرجح أن تحاول كبح جماح الحوثيين وتجنب الصدام المباشر، وهو أمر قد لا يرضي طموحات الحوثيين أنفسهم

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى