كانت طريقنا إلى جبل حرير بمديرية الحصين حيث قضينا ساعتان او يزيد وبين طريقنا تعرجات مرتفعة خطيرة، كون الطرق فيها غير معبدة، والوصول إلى القرية ليس سهلاً،لكن الطموح كان أقوى من العقبات”
وصلنا إلى قرية الغشة التابعة لمركز العنسي حيث يعيش فيها 70 نسمة وتواجه هذه القرية الكثير من المشكلات الاقتصادية مثل قلة الإمكانيات وذلك بسبب وعورة الطريق وعدم الوصول إليها بسهولة، كونها مترامية الأطراف باقصى جبل حرير وتعتبر من أشد القرى احتياجاً مثل شق ورصف الطرق وحفر الآبار والزراعة والثروة الحيوانية بالإضافة إلى صعوبة التعليم الذي يعتبر أهم مشكلة يواجهها الأهالي ولاتوجد الا مدرسة واحدة تقع في الجزء الغربي من مركز الفقهاء والتي تبعد عن منازلهم 5 كيلو مترات،يقطعها أطفالهم سيراً على الأقدم من أجل الوصول إلى المدرسة التي تلقى فيها آبائهم تعليمهم، وقطع ذات المسافة أثناء العودة،الأمر الذي مثّل مشقة للأطفال وأثر على مستوى تحصيلهم العلمي والحد من مواصلة الفتيات للدراسة.
يقول أحد أهالي القرية،إن حلمهم منذ فترات زمنية يتلخص في توفير التعليم لأطفالهم دون مشقة أو قلق وتحسين مستوى تعليمهم، ومع تحقق الحلم تحسن مستوى الطلاب الدراسي كثيراً.
أما الجانب الزراعي فتحظى قرية الغشة بتربة خصبة وإنتاج زراعي متميز،خصوصا الأشجار المثمرة مثل شجرة البنّ أو الخضار على مدار العام، وغالبية سكانها يعملون بالزراعة بأراضيهم ،ولكن الغالب على هذه الأراضي الطبيعة الجبلية الوعرة في معظم المساحات ماجعل توفر الطرق الزراعية التي تخدم هذه الأراضي العصب الحيوي والملجأ الوحيد للوصول إليها والعمل بها وخدمتها’
هذا الأمر الذي طالما أرّق المزارعين لوعورة الطرق وصعوبة الوصول لهذه الأراضي في ظل غياب استخدام الطرق التقليدية في الوصول إليها باعتماد الدواب سابقاً..وأما أهم الخطوط الناجحة لديهم هو تأسيس “مجالس القرى ” والتي تعد هدف ضامن لإستمرارية المبادرات ومتابعة تنفيذها في وقتها مع تأطيرها بشكل مؤسسي وينصب جهد على البحث عن مصادر تمويل مشاريع المبادرات والذي تعكس أساليب محلية جديدة في العملية التنموية والإدارة الذاتية،كما هو الحال في مرتفعات الجبل.
أهالي الغشة بجبل حرير ناشدوا عبرنا السلطات المحلية بالحصين والضالع والمنظمات الداعمة إلى النظر في مشاكلهم الاقتصادية وتذليل الصعوبات التي باتت تغرقهم كثيرا “وأملهم الوحيد هو أن تتجاوب معهم الجهات المعنية لتخفيف معاناتهم قدر المستطاع.