كتب / خطاب ناصر
لم يخطئوا الاختيار عندما جعلوا أبا عبد الله هو بيبرس هذه المعركة، ولأن أبا عبد الله أيضا كان صاحب مسؤولية يقف أمام عبء كبير؛ اضطر أن يتخذ خطوة لم تكن لتطرؤ إلا على بال مؤلفي الروايات، فقام لكي يدرس المنطقة وقوات العدو واستعداداته، بلبس زي راعي، وأخذ مجموعة غنم وذهب لدخول المعسكر الحو ثي العفاشي.. معسكر بكل تجهيزاته..
دخل الراعي متطفلاً، وأخرجوه بعد أن هددوه إن هو عاد، طردوه باعتبارها حرباً، ولم يقتلوه لأنهم فعلاً يظنونه راعياً..
كان دخوله كافياً لشخص عسكري نبيه مثله أن يدرس كل شيء في المعسكر، ومن هنا عاد ورسم الخطة فكان التحرير، التحرير الذي لم ينته حتى استشهد فيه أبو عبدالله رحمه الله، كبرهانٍ أخيرٍ على حجم صدقه وتفانيه في تحرير مدينة الضالع..
لم تكن يوماً الفوارق في الدعم مبرراً إلا إضافياً، وتبقى الفكرة التي انبنى عليها المجتمع هي قوته الأولى.
زر الذهاب إلى الأعلى