كتب : زينب الشريف
تلاشت أحلام المرأة اليمنية بعد سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية على العاصمة صنعاء وتقلصت كثيرا وضاقت أمامها المساحات وتغلقت بوجهها الكثير من الأبواب التي كانت قد فتحت لها كمكسب من مكاسب النظام الجمهوري وثورة السادس والعشرين من سبتمبر وكل المحطات النضالية التي كانت المرأة شريكة فيها واستطاعت من خلالها تثبيت حضورها كمكون رئيس يسهم في صناعة التحولات المختلفة التي تهم شعبنا اليمني.
غير أن الأخطر من كل ما خسرته في ظل السطوة الحوثية هو ما جلبته هذه السطوة من خطر حقيقي نحو المرأة تمثل بالاعتداء عليها وتهديد أمنها وسلامها وحقها في العيش سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فضلا عن مصادرة حقوها المادية ونهبها والتضييق على مساحات منجزاتها بعد أن تم مصادرة كل المكاسب السياسية والمعنوية
وفي مناطق سيطرة الجماعة الإرهابية أصبحت المرأة اليمنية تعيش في ظل واقع صعب بين الاضطهاد والتهميش والتعنيف سواء الجسدي أو النفسي
وكثيرة هي القصص التي سمعناها تمارس ضد المرأة من قبل عناصر الجماعة نفسها أو تلك التي تمارس في إطار الأسرة والمحيط المجتمعي بعد انتقال عدوى استهداف المرأة من الجماعة الإرهابية إلى بعض مكونات المجتمع، وهذه العدوى أصبحت تتقوى لأنها تعيش في ظل حلقة دائرية وتنتقل من الجماعة إلى المجتمع ومن المجتمع إلى الجماعة فالجماعة تمارس اعتداءاتها ضد المرأة والمجتمع لايستطيع انقاذها أو الدفاع عنها والبيئة تمارس العنف ضدها بتشجيع من سلطة الجماعة وتنصل واضح عن القيام بواجبها كسلطة أمر واقع في هذا الجانب.
لكن النصيب الأكبر من الإعتداء ضد المرأة وممارسة العنف بحقها يصدر عن سلطة الجماعة الحوثية التي تمادت أكثر في عدوانها وارتفعت نسبة الجريمة ضدها ابتداءً من حرمناها من الاستقرار والعيش بسلام وإلغا دورها في الفضاء العام الثقافي والفكري والعلمي ثم الترويع والإعتداء النفسي والجسدي واكتمال مشهد العنف في إخفائها قسريا بين جدران السجون بعد تلفيق تهم خيالية بحقها بعد منع المنظمات الحقوقية من الدفاع عنها
مما جعل صعوبة في إيجاد الإحصائية الدقيقة وبعد منع البرامج المتعلقة بحماية النساء
إن هذه الجماعة تجاوزت كل الأعراف اليمنية والأخلاقية والإنسانية وقفزت على كل القواتين والبرتوكولات الخاصة بحماية النساء ومارست كل الانتهاكات ضد المرأة وهو ما يستدعي رفع الصوت عاليا والمطالبة بسرعة العمل على حماية النساء اليمنيات من العنف المنظم الذي تمارسه جماعة الحوثي.
زر الذهاب إلى الأعلى