كتب / ماجد الطاهري
حدث العام الأبرز ومسك ختام أيامه نودع عام 2024م بعد أن دوّن السوريون فيه تأريخ انتصارهم الخالد للأجيال القادمة، وأثبت الاحرار من رفاق الكفاح أن لا مستحيل سيقف أمام أهل الحق المخلصين واصحاب المبادئ و الإرادة،هكذا وأخيرا بعد تسلطها مايزيد عن نصف قرن من الزمان على رقاب الشعب السوري تطوى صفحة حكم أسرة آل الأسد الظالمة المستبدة الى الأبد،، وما ان أفل نجم المدعون بقادة محور المقاومة حتى بدت الحقائق تتكشف للناس عن حقيقة ما تخفيه خلف قناعها المزيف بدعوى الممانعة والمقاومة ضد الكيان الصهيوني، حتى أن دولة الكيان مالبثت أن أزاحت ذالكم القناع بيدها وذلك من خلال شنها هجومًا وصفته بالعنيف وغير المسبوق في تأريخ حربها العسكري مسنهدفة مطارات سوريا، دمرت خلاله الطائرات والعتاد الحربي الجوي والبري والبحري، رافق ذلك اغتيال اكثر من عالم في مجال التصنيع والعلوم السوريين.
العجب أن دولة الكيان الصهيوني وطيلة فترة حكم الاسود بسوريا وهم كما زعموا (الممتنعون لا الممانعين) لم تخدش فيهم ضفرا أو تهدم عليهم جدرا،ولقد جاء شهر ديسمبر ليثبت للعرب والمسلمين حقيقة الحروب الكلامية والمواقف الهُلامية لدولة ايران وأذيالها في المنطقة العربية ضد دولة الكيان الصهيوني، وعلمت الشعوب ان محور التآمر اشعلوا نارا فقط لتحرق أجساد الشعب الفلسطيني والعراقي واليمني كما هو الحال في ليبيا ولبنان أما دول الممانعة فكانت تلك النار عليهم بردا وسلاما.
وهُنأ وفي غمرة من الشعور بالسعادة وانا أشاهد شعبنا العربي السوري ورجاله الاحرار يكتبون التاريخ ويعيدون لشامنا العربي، أرضنا المقدسة، ومهبط رسالات الأنبياء وعاصمة الفتوحات الإسلامية مجدها وسؤددها من جديد.
وبينما أشاهد قناة الجزيرة تستعرض اخبار احداث انتصار احرار سوريا، أخذتني بعض أفكاري بعيدا نحو الخيال. مع انه ليس بالبعيد إذ في شرود أشبه ما يشبه أحلام اليقظة،رأيتني وكأنني أتابع على نفس القناة (الجزيرة) الاخبار العاجلة: الرئيس رشاد العليمي من على مدرعة مصفحة ومن خلفه عشرات المصفحات والأطقم والجنود المقاتلين على مقربة من فرضة نهم،بينما الأبطال من جيش المنطقة الثالثة والخامسة بقواده الشجعان كان قد وصل مبكرا ودخل صنعاء من جهاتها الشرقية والشمالية،الجزيرة عاجل: الدبابات تشق طريقها نحو ميدان التحرير وقوات المشاة يحيطون بمقرات جماعة المليشيات الحوثية ومعسكراتها، الجزيرة عاجل: حرائر صنعاء من شارع المطار وحتى حزيز ومدينة حده يهتفن بالزغاريد والأطفال والرجال يرتصون على جوانب الطرقات ترحيبا بجيش الجمهورية،الجزيرة عاجل:في هذه اللحظات ننقل اليكم مباشرة دخول موكب الرئيس رشاد العليمي وقد بدى ظاهرا من على احدى العربات ويلوح بيده بالتحية لجموع المستقبلين من ابناء صنعاء،مشيرا بأصبعيه بإشارة النصر لشعبه..
الجزيرة عاجل: وصول رئيس الجمهورية رشاد العليمي وموكبه في هذه اللحظات الى باحت القصر الجمهوري ويبدو ان هناك العشرات من رجال الصحافة وقنوات الاعلام تنتظر منه تصريحا أوليا عن حدث النصر..
الجزيرة عاجل: الرئيس العليمي يصرح قائلا: نحمد الله ونثني عليه شكرا اولا ثم نترحم على الشهداء ونحيي ابطال الجيش خاصة الألوية العسكرية في مارب وحضرموت والجوف وتعز وكافة رجال المقاومة من ابناء اليمن الشرفاأ الذين رفعوا راية النصر قوات الشرعية اليمنية وأستعادوا بتضحياتهم الجمهورية للمرة الثانية، أخيرا وعبر قنواتكم الاعلامية نطلق مبادرة فورية وعاجلة للمغرر بهم من قوات المليشيات بتسليم انفسهم حالا ولهم الأمان ما لم يثبت على احدهم جناية أو إرتكاب جُرم بحق المواطنين، اما قادة الموت من المليشيات الحوثية فأمرهم سيسلم للعدالة والقضاء ليبت فيهم إحكامه، جراء ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب اليمني .. شكرا لكم
ثم وانا في غمرة احلامي تلك سمعت صوتا من قناة الجزيرة يذكر فيه رئيس مجلس الرئاسة اليمني رشاد العليمي يؤكد على أن وحدة الشعب اليمني قدر محتوم،ويضيف في تصريح خاص للجزيرة مباشر: لن يتم القضاء على المليشيات الحوثية إلا عن طريق عدن، لحج،الضالع، ابين، شبوة، وسقطرى.. وياله من حلم كاذب إذ واقعه كابوس مرعب يقوده الرئيس العليمي ومجلسه الرئاسي وحكومته الفاشلة بحق الشعب المغلوب على أمره في الجنوب والشمال..
