نفذت إسرائيل، اليوم الجمعة، وللمرة الخامسة، ضربات جوية على أهداف للمليشيات الحوثية في اليمن.
وتزامن الهجوم الواسع مع هجوم آخر نفذته الولايات المتحدة الأمريكية اتضح لاحقا أنه تم تنسيقه، ولكن لم يكن هجوما مشتركا.
كما تزامن الهجوم مع المظاهرة الحاشدة في صنعاء تضامنا مع غزة، ما يعني أن الضربات الحوثية حملت على ما يبدو، رسالة للحوثي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: “أغارت طائرات حربية لسلاح الجو، بتوجيه من هيئة الاستخبارات وسلاح البحرية، على أهداف تابعة لنظام الحوثي في منطقة الساحل الغربي وفي عمق اليمن”.
وتابع “من بين الأهداف المستهدفة في الغارات بنى تحتية في محطة الطاقة حزيز التي تستخدم كبنية تحتية كهربائية مركزية لنظام الحوثي في أنشطته العسكرية”.
ومضى قائلا: “كما تمت مهاجمة بنى تحتية في ميناء راس عيسى وميناء الحديدة في منطقة الساحل الغربي في اليمن”.
وأضاف: “تثبت الأهداف التي تم استهدافها، استخدامها العسكري من قبل نظام الحوثي الذي يستغل البنى التحتية المدنية في اليمن لأغراض إرهابية”.
تفاصيل الهجوم
الجيش الإسرائيلي قال أيضا، “تأتي هذه الغارات في ضوء الهجمات المتكررة من قبل نظام الحوثي ضد إسرائيل ومواطنيها وضد البنى التحتية المدنية في إسرائيل، والتي تشمل إطلاق مسيرات وصواريخ أرض أرض نحو الأراضي الإسرائيلية”.
وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن “أكثر من 20 طائرة شاركت في الغارات”، مضيفا “تم استخدام نحو 50 صاروخا، واستهداف ثلاثة أهداف مركزية”.
وكانت إسرائيل أعلنت أمس، رصد إطلاق 3 مسيرات من اليمن على إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي: “يعتبر نظام الحوثي وكيلًا إرهابيًا مركزيًا في المحور الإيراني ويلعب دورًا في زعزعة الاستقرار الإقليمي وعرقلة حرية الملاحة الدولية.”.
وأضاف: “يعمل نظام الحوثي كجهة إرهابية مستقلة تستند على التعاون والتمويل الإيراني، لاستهداف دولة إسرائيل ومواطنيها”.
تنسيق ورسالة
فيما قال مصدر إسرائيلي لهيئة البث الإسرائيلية، إنه تم تنسيق هجوم اليوم، بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية “لتجنب وقوع أحداث “غير مرغوب فيها” أثناء الهجمات المتزامنة، مثل الاصطدام بين الطائرات، أو إطلاق النار على الطائرات.
وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم التنسيق لتعظيم الهجوم خلال فترة قصيرة من الزمن”.
وتابع المصدر أن “إسرائيل اختارت الهجوم في وضح النهار لتوصيل رسالة للحوثيين”، مشيرا إلى أن “المظاهرة الحاشدة في اليمن، والتي تجري كل أسبوع، تم أخذها بعين الاعتبار أيضا لتحقيق تأثير”.
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “إن آلاف الحوثيين الذين شاركوا في مسيرة الكراهية ضد إسرائيل سمعوا عن قرب قوة طائرات سلاح الجو”.
5 هجمات
ومنذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين أول 2023، شنت إسرائيل 5 هجمات على اليمن: الأول في يوليو/تموز، والثاني في سبتمبر/أيلول، والثالث، والرابع في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والخامس اليوم.
ومنذ بداية الحرب، أطلق الحوثيون حوالي 40 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل، تمكنت دفاعات سلاح الجو الإسرائيلي من اعتراض معظمها، بحسب الجيش الإسرائيلي.
كما أطلق الحوثيون نحو 323 طائرة مسيرة، تم إسقاط أكثر من 100 منها بواسطة سلاح الجو.
ورغم ذلك، سجلت إسرائيل حالتي إصابة مباشرة ناجمة عن تلك الهجمات، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وقررت وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخرا تصنيف الصراع مع الحوثيين كـ”معركة”، ما يعكس نية لتوسيع العمليات العسكرية ضد الجماعة.
وعن ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية: “يأتي هذا القرار في ظل تراجع نفوذ حلفاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والنظام السوري، مما جعل الحوثيين الذراع الوحيدة لإيران التي لا تزال تنشط ضد إسرائيل”.