تقـــارير

تعزيز الأمن والاستقرار: ضرورة الالتزام بالعمل المؤسسي في القوات المسلحة الجنوبية

تعزيز الأمن والاستقرار: ضرورة الالتزام بالعمل المؤسسي في القوات المسلحة الجنوبية

تقرير / اصيل الحوشبي 

تلعب القوات المسلحة الجنوبية دورًا محوريا في حماية الأمن والاستقرار في الجنوب حيث أثبتت احترافيتها وكفاءتها في التصدي للمخاطر والتحديات الأمنية سواء في مكافحة الإرهاب أو ضبط العصابات الإجرامية أو الدفاع عن مكتسبات الشعب الجنوبي هذه الإنجازات لم تأت من فراغ بل هي نتيجة تضحيات الأبطال في ميادين الشرف وجهود القادة العسكريين الذين يسهرون على بناء قوة منظمة تحمي الجنوب وتصون حقوقه

لكن وكما أن النجاح العسكري يحتاج إلى القوة والانضباط فإنه يحتاج أيضا إلى التمسك بالمؤسسية واحترام التراتبية العسكرية والالتزام بالقوانين التي تحكم العمل العسكري والأمني وهنا تبرز أهمية توعية القادة العسكريين بعدم التدخل في الجوانب الإدارية للدولة والالتزام بالمسار الذي حدده الميثاق الوطني الجنوبي لضمان عمل مؤسسات الدولة وفق رؤية واضحة ومنظمة

1- احترام التراتبية العسكرية والانضباط المؤسسي

يعتبر احترام التراتبية العسكرية ركيزة أساسية في نجاح أي مؤسسة عسكرية حيث يضمن هذا النظام الوضوح في المسؤوليات وعدم تداخل الصلاحيات مما يعزز كفاءة الأداء يجب أن يلتزم القادة العسكريون بالتوجيهات الصادرة عن القيادات العليا والتنسيق المستمر مع الجهات المختصة لتجنب العشوائية أو تضارب القرارات التي قد تؤثر على استقرار المؤسسة العسكرية

كما أن أي انحراف عن هذه التراتبية قد يؤدي إلى حدوث خلل إداري ما ينعكس سلبًا على أداء المؤسسة العسكرية ويضعف ثقة المواطنين بها لهذا فان الالتزام بالهيكلة العسكرية والانضباط المؤسسي ليس خيارا بل هو ضرورة للحفاظ على قوة ووحدة الجيش الجنوبي

2- الابتعاد عن التدخل في الشؤون الإدارية

بينما تضطلع القوات المسلحة بمهمة حماية الأمن والاستقرار فان الإدارة المدنية للدولة يجب أن تظل ضمن اختصاصات الجهات المدنية المعنية التدخل العسكري في الشؤون الإدارية قد يؤدي إلى فوضى في اتخاذ القرارات ويقوض أسس الحكم الرشيد لذلك من المهم أن يركز القادة العسكريون على دورهم الأساسي في الدفاع عن الجنوب وترك الأمور الإدارية للمؤسسات المختصة وفقا لما حدده الميثاق الوطني الجنوبي

إن احترام الفصل بين المهام العسكرية والإدارية يعزز الثقة في المؤسسات الأمنية ويؤكد أن القوات المسلحة الجنوبية ليست أداة للسيطرة على مؤسسات الدولة بل هي قوة وطنية تعمل وفق القانون وتحمي مؤسسات الدولة من أي تهديدات داخلية أو خارجية

3- إشراك القيادات القديمة والاستفادة من الخبرات العسكرية

التاريخ العسكري الجنوبي مليء بالقيادات التي تمتلك خبرة طويلة في الميدان والتي ساهمت في بناء قوات منظمة خلال مراحل مختلفة من النضال الجنوبي من الضروري أن يكون هناك تواصل دائم بين القيادات الشابة والقديمة لضمان تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب السابقة في بناء جيش أكثر قوة وتنظيما

الخبرة العسكرية ليست مجرد معرفة بالخطط والعمليات بل هي أيضا فهم عميق للتحديات السياسية والأمنية وقدرة على التعامل مع الأزمات بحكمة ولذلك فان اشراك القيادات المخضرمة في رسم السياسات العسكرية والأمنية يعزز من فاعلية القوات المسلحة ويمنحها بعدًا استراتيجيا أكثر قوة

4-الالتزام بتوجيهات القيادة العسكرية العليا

لكي تحقق المؤسسة العسكرية أهدافها يجب أن يكون هناك التزام صارم بتوجيهات القيادات العليا التي تمتلك رؤية واضحة حول التحديات والفرص المتاحة أي تجاوز لهذه التوجيهات أو اتخاذ قرارات فردية دون تنسيق قد يؤدي إلى اضطراب في الأداء العسكري ويفتح المجال أمام الفوضى

ان الانضباط العسكري ليس مجرد التزام بالقوانين بل هو أيضا التزام بالمسؤولية الوطنية والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق المصلحة العامة ومن هنا يجب أن يكون للقادة العسكريين دور في تعزيز ثقافة الطاعة العسكرية والانضباط داخل وحداتهم لضمان تحقيق الأهداف الوطنية بكفاءة عالية

5- بناء جيش مؤسسي قوي وفق الميثاق الوطني الجنوبي

الميثاق الوطني الجنوبي رسم خارطة طريق واضحة لبناء دولة حديثة وقويةتقوم على أسس العدالة القانون واحترام المؤسسات ولتحقيق ذلك يجب أن تعمل المؤسسة العسكرية وفق إطار قانوني واضح بعيدا عن المصالح الشخصية أو النزاعات الداخلية

بناء جيش جنوبي قوي لا يعني فقط امتلاك السلاح بل يعني أيضًا امتلاك منظومة إدارية وعسكرية متماسكة تعمل وفق الانضباط التخطيط الاستراتيجي والتنسيق المؤسسي بحيث تكون القوات المسلحة ركيزة للاستقرار وليس طرفا في التجاذبات السياسية أو الإدارية

الخلاصه 

ان القوات المسلحة الجنوبية أثبتت كفاءتها وقدرتها على حماية الجنوب وهي اليوم أمام مسؤولية تاريخية للحفاظ على هذه الإنجازات عبر الالتزام بالعمل المؤسسي احترام التراتبية العسكرية الابتعاد عن التدخل الإداري اشراك القيادات المخضرمة وتنفيذ توجيهات القيادة العليا

بهذا النهج يمكن للقوات المسلحة أن تحقق استقرارا دائمًا وتحافظ على أمن الجنوب وتساهم في بناء دولة قوية يسودها النظام والقانون فالمؤسسات القوية لا تبنى فقط بالقوة العسكرية بل تُبنى أيضا بالالتزام بالمسؤولية الوطنية والعمل بروح الفريق الواحد

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى