اخبار محليةالرئيسيــةتقـــارير

الحوثيون والقاعدة… تخادم الدم يقوِّض استقرار اليمن

تصعيد حوثي ازدادت وتيرته خلال الفترة الأخيرة، تزامن مع عمليات إرهابية لتنظيم القاعدة، جنوبي اليمن، في محاولة لإطالة أمد الأزمةالتي دخلت عامها الثاني عشر من دون حل يلوح في الأفق.

تلك الحلول الغائبة عن أزمة البلد المأزوم اقتصاديًا وسياسيًا، فاقمها انقلاب المليشيات الحوثية عام 2014، وما تبعه من محاولات الانقلابيينللسيطرة على معظم المناطق.

وما إن تحطمت الرغبة الحوثية على صخرة الإرادة الشعبية، والصمود العسكري لقوات الشرعية في أغلبية المحاور، إذ تمكنت من دحرالمليشيات المسلحة في مواقع عدة، حتى لجأ الحوثيون إلى تنظيم القاعدة «الإرهابي»، أملًا بمساعدته في الدفاع عن المناطق الخاضعةلسيطرة المليشيات.

ذلك التخادم الحوثي مع تنظيم القاعدة، أسفر عن توقيع اتفاقية بين الحركتين الإرهابيتين، نصت على عدم تعقب الحوثيين لأعضاء التنظيمالإرهابي والسماح لهم بالتحرك داخل محافظة البيضاء، مقابل التزام «القاعدة» بالدفاع عن المحافظة ضد المقاومة الجنوبية وقواتالائتلاف الحكومي.

اتفاق نفذ بموجبه التنظيمان الإرهابيان صفقات لتبادل عشرات الأسرى بينهما، جاء رد فعل على وصول القوات الجنوبية إلى أهم معاقلالتنظيمات الإرهابية في محافظة أبين المتاخمة للبيضاء، بينها معسكر عومران.

 

عمليات نوعية

عن تلك التطورات، قال الخبير الأمني والعسكري اليمني على العولقي، في تصريحات لـ«السياق»، إن مليشيات الحوثي زادت دعمهاللإرهاب في الجنوب، إلا أن القوات المسلحة الجنوبية واجهت تلك المحاولات، بعمليات نوعية، لتطهير أكبر معاقل تنظيم القاعدة والتنظيماتالإرهابية بشبه الجزيرة العربية في أطراف مطرانية معسكر عمران والخيالة.

هذان المعسكران استخدما كملاذ آمن للجماعات المتطرفة، بما فيهم الأجانب من بلدان أوروبية وآسيوية وأمريكا اللاتينية ومن شمال اليمنوجنوبه، بحسب الخبير الأمني الذي قال إن هذين المعسكرين كانا نقطة انطلاق لعمليات إرهابية في المسطحات المائية المرتبطة بالمياهالإقليمية للجنوب العربي أو في ما يتعلق بتهديد مصالح الدول الكبرى، خصوصًا أمريكا أو البلدان الصناعية.

الخبير الأمني قال إن العمليات الإرهابية التي يشنها تنظيم القاعدة، تكون بدعم مليشيات الحوثي، مستدلًا على قوله بإطلاق الانقلابيينسراح السجناء من الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش.

 

المعقل الرئيس

التخادم الحوثي مع تنظيم القاعدة، بدا واضحًا من خلال تنفيذ الأخير لعمليات تخدم أهداف الحوثيين وتحديداً جنوبي اليمن، بحسب العميدوضاح العويلي المحلل والخبير العسكري اليمني.

وعن أسباب تركيز العمليات الإرهابية في الجنوب، قال الخبير العسكري اليمني، في تصريحات لـ«السياق»، إنها محاولة لإضعاف قوتهلأنه المعقل الرئيس للقوات الفاعلة وذات التأثير الكبير في الحرب ضد الحوثيين.

تلك القوات تتمثل في: المجلس الانتقالي الجنوبي والعمالقة، التي كانت في طليعة القوة العسكرية التي دحرت الحوثيين من مناطق واسعةواستراتيجية في الساحل الغربي 2018، وفي مديريات بيحان وعسيلان وحريب وعين شمال غربي شبوة في ديسمبر 2021، بحسبالخبير اليمني.

العميد وضاح العويلي، قال إن توجه الحوثيين للتنسيق مع القاعدة، نتاج لقاءات مباشرة بين قيادات الطرفين، قدَّم بموجبها الحوثيون دعماًبالألغام والعبوات، إضافة إلى فتح قنوات تنسيق استخباراتي مباشر مع تنظيم القاعدة.

وأشار إلى أن التنسيق بين الحوثي والقاعدة «تنسيق مصالح»، اشتدت الحاجة إليه مع شن القوات الجنوبية معركة سهام الشرق ضدتنظيم القاعدة الإرهابي، التي ضربت معاقله الرئيسة في أبين.

 

ورقة قديمة

وعن استخدام التنظيمات الإرهابية في الصراعات السياسية، قال المحلل السياسي اليمني صالح النود، إنها من أوراق زعزعة الأمنوالاستقرار منذ زمن ما بعد الوحدة اليمنية، وارتبطت بعلاقة مع نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر المقرب من حزب الإصلاح، الذيسمح لها بأن تعزز وجودها في محافظة أبين، وتسيطر على مناطق واسعة من المحافظة.

وأشار إلى أنه بعد الانقلاب الحوثي عام 2014، اتجهت المليشيات لتعزيز علاقاتها بتلك القوى التي تعادي الجنوب والشرعية، فوجدت منالتنظيمات الإرهابية حليفًا مرحليًا.

وأوضح المحلل السياسي اليمني، أن هؤلاء الإرهابيين، كانوا يتحركون في أوقات ترى فيها القوات المتحالفة معها ضرورة لذلك، إلا أنه قال إنهبعد سيطرة القوات الجنوبية على أبين، كانت النية صادقة بتحريرها من هذه التنظيمات.

واستدل على رؤيته بانطلاق عملية «السهم الذهبي» لتحرير أبين، التي حققت انتصارات كبيرة، على حساب التنظيمات الإرهابية، ما جعلأبين قاب قوسين أو أدنى من التحرر.

 

تكتيك جديد

أما الكاتب اليمني رعد الريمي فيؤكد لـ«السياق» أن عودة عمليات تنظيم القاعدة جنوبي اليمن، سواء في محافظة أبين أم غيرها، يعد منقبل تجار الحروب بما فيهم الحوثيون، لفتح أكثر من جبهة وصراع لتشتيت الحلول وتشكيل بؤر ثانوية تستعصي تجاهها الحلول الإقليميةالداعمة للسلام، أو على أقل تقدير تأخيرها.

وأوضح أن تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، اتجه للوقوف مع كل من يدفع مالًا أكثر بصبغة دينية، مشيرًا إلى أن هناك تكتيكًا جديدًايجمع الحوثي بالقاعدة، لتقاطع المصالح بينهما.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى