صوت الضالع / تقرير: فاطمة اليزيدي :
تشهد الساحة الجنوبية مرحلة مفصلية، تتطلب تحركات استراتيجية تعزز الحضور الجنوبي وتستجيب لتطلعات الشعب في الحرية والاستقلال. وفي هذا السياق، يواصل الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، نشاطًا سياسياً وميدانيًا مكثفًا منذ عودته إلى عدن مطلع الشهر الجاري.
تحركات غير اعتيادية لتعزيز الحضور الجنوبي
يقود الرئيس الزُبيدي حملة واسعة تهدف إلى تعزيز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي واستعادة ثقة الجماهير، لا سيما في ظل التداعيات الاقتصادية والمالية الحادة التي أثرت على المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية، وانعكست على الأوضاع المعيشية والخدمية للسكان. ووفقًا لمراقبين، فإن الرئيس الزُبيدي تبنّى نهج القرب من الشارع، عبر تكثيف الزيارات الميدانية ولقاء مختلف القوى المجتمعية، في خطوة تعكس حرصه على استعادة الزخم الشعبي للمجلس.
تعزيز التلاحم المجتمعي في المهرة وسقطرى
في زيارته إلى المهرة، التقى الرئيس الزُبيدي بالسلطان عبد الله بن عفرار، حيث أشاد بدوره في الحفاظ على النسيج الاجتماعي ولمّ الشمل وتعزيز الاستقرار في محافظتي المهرة وسقطرى. وأكد الزُبيدي دعم المجلس الانتقالي لهذه الجهود، مشددًا على أهمية تعزيز التلاحم المجتمعي لضمان وحدة الصف الجنوبي.
من جانبه، عبّر السلطان بن عفرار عن تقديره لهذه الزيارة، مشيرًا إلى أهميتها في تعزيز التواصل بين القيادة والمجتمع المحلي، وأكد ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه أبناء المهرة وسقطرى.
حضرموت.. دور محوري في مستقبل الجنوب
وصل لرئيس الزُبيدي، مساء اليوم إلى مدينة المكلا بحضرموت وسط استعدادات مكثفة تعكس أهمية الحدث ودلالاته السياسية والتنموية. ووفقًا لمصادر في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي، فإن برنامج الزيارة يتضمن لقاءات مكثفة مع المسؤولين المحليين والشخصيات الاجتماعية، لمناقشة التحديات التي تواجه حضرموت، إضافةً إلى بحث سبل تعزيز دورها في مستقبل الجنوب.
كما أكدت المصادر أن المجلس الانتقالي في حضرموت يعمل على تنظيم الفعاليات المصاحبة للزيارة بما يليق بمكانة المحافظة، وسط آمال شعبية بأن تسهم الزيارة في تحقيق خطوات ملموسة نحو تعزيز الاستقرار والتنمية. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تعكس اهتمام القيادة الجنوبية بحضرموت كركيزة أساسية في المشروع الجنوبي.
توقيت استثنائي ورسائل واضحة
تأتي هذه الزيارة في ظل شهر رمضان المبارك، ما يمنحها بعدًا إضافيًا، حيث تعكس التزام القيادة الجنوبية بمتابعة الأوضاع عن قرب، والعمل على إيجاد حلول عاجلة للتحديات الاقتصادية والخدمية التي تواجه المواطنين. كما تُكرّس الزيارة شرعية الرئيس الزُبيدي كقائد سياسي يتمتع بتفويض شعبي، وتعزز دوره في قيادة الجنوب نحو مستقبل أكثر استقرارًا وسيادة.
الجنوبيون يترقبون النتائج
ينظر أبناء الجنوب إلى هذه الزيارة كخطوة محورية في مسار تعزيز دورهم في المشهد السياسي، حيث يُعوّل عليها لتحقيق تقدم ملموس نحو الاستقرار والازدهار. وتتطلب هذه المرحلة وحدة الصف وتضافر الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته المستقلة.
ختامًا.. مرحلة مفصلية وإعادة ترتيب الأولويات
تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، يتزامن مع مستجدات سياسية وأمنية وإدارية تستوجب إعادة ترتيب الأولويات الجنوبية وفقًا لمتطلبات المرحلة الراهنة. ومن المتوقع أن تشمل أجندة الزيارة مناقشة الملفات الأمنية والخدمية، وعلى رأسها الكهرباء، الصحة، والتعليم، بالإضافة إلى بحث سبل استكمال تحرير ما تبقى من المحافظات الجنوبية وتعزيز الاستقرار في مختلف المناطق.
في ظل هذه التحركات، يظل الشارع الجنوبي مترقبًا لما ستسفر عنه هذه الزيارة من نتائج، آملين في خطوات عملية تعزز مكانة الجنوب وتمهّد الطريق لتحقيق طموحات شعبه في الحرية والاستقلال.
زر الذهاب إلى الأعلى