كتب : اللواء علي حسن زكي
لقد مثًّلَتْ زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي الميدانية إلى كل محافظات الجنوب نقلة نوعية في مسار القضية الجنوبية محلياً وإقليمياً ودو لياً وحق شعب ا لجنوب في استعادة دولته، تزامنا مع الزيارة هناك عدداً من المستجدات المتسارعة في المشهد .. الحوثي يدعو إلى صلح الحديبية مع الشرعية وسيقدم تنازلات إلى حين.. روسيا تدعو لحل سياسي للأزمة اليمنية بشكل عاجل وإلى انخراط كل الأطراف اليمنية في حوار سياسي لإيجاد تسوية سياسية تحول دون المزيد من سفك الدماء وفق بيان الخارجية الروسية… وزير الخارجية الزنداني في مقابلة مع الجزيرة نت العودة إلى خارطة الطريق التي جاءت بجهود سعودية وعمانية لم يعد ممكناً بسبب تصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديد حرية الملاحة التجارية الدولية وأمن المنطقة.. وبيان وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون الضربات العسكرية تستهدف تدمير بنية الحوثي وشل قدراته العسكرية لإنهاء تهديده وإستهدافه حرية الملاحة والشحن البحري وليس لتغيير النظام ورئيس الوزراء العراقي السابق يصل إلى صنعاء في إطار وساطة عراقية للتهدئة وحاملاً رسالة وساطة من الجانب الأمريكي للحد من التصعيد في المنطقة.. العليمي إجتمع بالقيادات العسكرية والأمنية بشأن التعامل مع المستجدات في الشأن اليمني وقال الجنوب يمثل مركز الثقل في معركة إستكمال إستعادة الوطن.و أبناء حضرموت في لقاء الرئيس الزبيدي رددوا تحرير الوادي واجب علينا واجب في إشارة الى ان تحرير الشمال يقع على أهل الشمال وان تحرير وادي حضرموت ومكيراس يقع على شعب الجنوب وقواته العسكرية والأمنية ونُخَبِه بقيادة مجلسه الإنتقالي والرئيس عيدروس يؤكد أن وادي حضرموت في قلب كل جنوبي وستكون له زيارة قادمة ، فيما كان قد أكد في اللقاء إن شعب الجنوب لن يخضع وسينتصر بإرادته على كل محاولات تركيعه وسيضع يده على كل ثرواته وموارده وهو ذات التأكيد في لقاءاته بشبوة والمهرة وفي سقطرى أكد على إستقلالية القرار الإداري والمالي وبما يتيح لمحافظة سقطرى إدارة شؤونها بكل كفاءة وفعالية، وفي إشارة وفقاً لكل ذلك كما نراه إلى التمكين ووضع اليد، فيما المجتمع الإقليمي والدولي ومن أجل ضمان الأمن والإستقرار في المنطقة وسلامة الممرات المائية وتأمين حرية الملاحة والشحن البحري ربما يكونوا قد توصلوا إلى قناعة ان إستعادة شعب الجنوب لدولته هو المخرج الأكثر ضماناً لذلك، تفاصيل أوفر لما إستعرضناه في صحيفة الأيام الغراء المواكبة للحدث أبداً في أعدادها للأيام الإثنين-الخميس 17-20 مارس الجاري..
في خضم هذه المستجدات وأثرها- المتوقع – على رسم خارطة سياسية جديدة يكون من نوافل القول – وهو بيت القصيد لمقالنا – التنوية إلى أهمية إلتقاط عوامل اللحظة التاريخية المناسبة على صعيد المزيد من حضور القضية الجنوبية وحاملها وممثل شعب الجنوب في إستعادة دولته المجلس الإنتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي في المشهد السياسي العام كطرف اساس و فاعل في المعادلة السياسية المحلية والإقليمية والدولية ويعزز حضوره لا ريب من خلال التمكين/الإدارة الذاتية/وضع اليد كمنظومة متكاملة على طريق إستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة الحرية والسيادة والإستقلال بحدودها الدولية المتعارف عليها حتى 21مايو990م تلازماً مع الإرتقاء بالعلاقة الدبلوماسية مع المجتمع الإقليمي والدولي للحصول على الدعم والإسناد ، فضلاً عن تقوية وتماسك الجبهة الجنوبية الداخليه باعتبارها صمام الامان لكل ذلك.
ان نجاح كل هذه الخطوات يتطلب انضاج شروط ومقومات تحقيقها في الواقع و قوى تنفيذية مؤهلة ومجربة وذات قدرة على الفعل في الميدان العملي الملموس وفي اطار رؤية عملية ودقيقة محسوبة النتائج. و إعطاء رسالة تطمين للخارج الإقليمي والدولي بالحفاظ على الأمن والإستقرار الدوليين في المنطقة وتأمين الممرات المائية وحركة الملاحة..وخلاصة القول دول العالم تتعامل مع من هو موجوداً على الأرض ويضمن مصالحها ، العصر عصر المصالح وسياسية المصالح، ولسان حال أبناء شعب الجنوب يقول (( قبل أن يفكر الناس بالسياسة والأدب والفن فكروا بما يحتاجوا من المأكل والمشرب والملبس والمسكن))…..
زر الذهاب إلى الأعلى