صوت الضالع/ متابعات
في ظل تصاعد التحركات السياسية والقبلية في حضرموت، وما يرافقها من حملات إعلامية وتعبئة موجهة، يبرز بوضوح أن هناك أطرافًا تسعى لجر حضرموت إلى مربعات الصراع، وإغراقها في مشاريع مشبوهة تستهدف حرف بوصلة أبنائها عن أولوياتهم الحقيقية، ومحاولة إعادة إنتاج أزمات الماضي بأدوات وأسماء جديدة، لكنها تصب جميعها في هدف واحد: إبقاء حضرموت رهينة للنفوذ العسكري والسياسي للقوى التي تفرض وجودها بالقوة، بعيداً عن إرادة أبنائها.
“الأصوات التي تدّعي تمثيل حضرموت، وتُقدّم نفسها زوراً وكأنها الصوت الأوحد المعبر عن إرادة أبنائها، تتجاهل عن عمد حقيقة أن حضرموت اليوم ليست كما كانت بالأمس، وأن وعي أبنائها قد تجاوز كل محاولات الوصاية والتضليل والخداع. هذه الأصوات، التي لا تعدو كونها امتداداً لمشاريع الهيمنة والنفوذ المرتبطة ببقاء المنطقة العسكرية الأولى وأدواتها، تدرك تماماً أن معركتها الحقيقية لم تعد مع أي مكون جنوبي، بل أصبحت مع إرادة الحضارم أنفسهم، الذين باتوا أكثر وعياً وإيماناً بأن مستقبل حضرموت لا يُرسم خارج إرادتهم، ولا يمكن أن يُدار أو يُصادر بقرار فوقي مفروض من خلف الحدود أو من غرف المخابرات
“ولأن هذه القوى تدرك جيداً أن موازين القوة على الأرض باتت تميل بوضوح لصالح أبناء الجنوب ومشروعهم الوطني التحرري، فقد لجأت إلى توسيع دائرة المناورة والمراوغة، مستخدمة أدواتها السياسية والإعلامية لإرباك المشهد وخلط الأوراق وتأجيج الصراعات الداخلية، في محاولة يائسة لعرقلة أي خطوات حقيقية تستهدف تحرير وادي حضرموت، وتمكين أبنائه من استعادة قرارهم وإرادتهم الحرة، وإعادة حضرموت إلى موقعها الطبيعي ودورها الحيوي كجزء أصيل وفاعل في الجنوب الحر المستقل.
إلا أن ما يغيب عن حسابات هذه الأطراف أن حضرموت لم تعد تلك الساحة المفتوحة للتجاذبات والمساومات، بل أصبحت ساحة لوعي متقدم وإرادة صلبة تجاوزت كل محاولات التضليل، وأن أي مشاريع سياسية أو قبلية لا تنطلق من مطلب التحرير الكامل، والتمسك بالجنوب، والانحياز لقضية شعبه العادلة، لن يكون مصيرها سوى الفشل والعزلة والرفض الشعبي الواسع.
وفي هذا المشهد المزدحم بالتحديات والمتغيرات، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي حقيقي لقضية أبناء الجنوب، وفي القلب منهم حضرموت، باعتباره الإطار الجامع الذي يترجم تطلعات أبناء الجنوب في الحرية والاستقلال وبناء دولتهم المستقلة على كامل ترابهم الوطني.
لقد أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي، من خلال حضوره السياسي والشعبي والعسكري، أنه الرقم الصعب في معادلة حضرموت، والضامن الحقيقي لحماية خيارات أبنائها وصون حقوقهم، ليس فقط في استعادة أرضهم، بل وفي رسم مستقبلهم بإرادتهم الحرة بعيداً عن مشاريع الهيمنة والوصاية.
ومن هنا، فإن رهان أبناء حضرموت على المجلس الانتقالي الجنوبي، ليس رهان لحظة عابرة، بل خيار استراتيجي ينسجم مع تطلعات شعب الجنوب بأكمله، ويمثل الضمانة الوحيدة لمواجهة كافة المشاريع المشبوهة التي تحاول تفكيك الجنوب أو تمزيق نسيجه الاجتماعي والوطني.
حضرموت اليوم تقف على أعتاب لحظة تاريخية فاصلة، عنوانها الكبير: التحرير والتمكين، والانتصار للإرادة الحضرمية والجنوبية في آن معاً، وهي معركة يدرك الجميع أن الانتصار فيها ليس خياراً من بين خيارات، بل قدر لا مفر منه.
من حضرموت21
زر الذهاب إلى الأعلى