تقـــارير

لماذا استهدف الحوثيون أرامكو والمنشآت النفطية في السعودية؟ (تقرير)

صوت الضالع / متابعات 

قالت تقارير صحافية ان ما تقوم بها ميليشيات الحوثي الإرهابية من استهداف المنشآت المدنية في السعودية بعد شنها هجومًا عدائيًا استهدف محطة تحلية المياه بالشقيق ومنشأة أرامكو بجازان، يندرج ضمن سياسة حرب التدمير حيث صعدت الميلشيا من هجماتها العدائية التي استهدفت منشآت اقتصادية وأعيانًا مدنية، الأمر الذي يؤكد ويظهر مخططات الحوثي. وشملت استهداف الحوثي وفق ما أعلنه التحالف العربي، محطة التوزيع التابعة لشركة أرامكو بجازان ومحطة الغاز التابعة لشركة الغاز والتصنيع الأهلية بخميس مشيط، ومعمل الغاز المسال التابع لشركة أرامكو السعودية بينبع، كما أدت الهجمات إلى حريق محدود بأحد خزانات محطة توزيع المنتجات البترولية التابع لأرامكو في جدة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن مسؤول بوزارة الطاقة السعودية، كشف أن الهجوم الذي استهدف عددا من محطات الغاز والنفط بالمملكة لم يؤدِّ إلى وقوع إصابات أو وفيات. وأوضح المصدر السعودي أنه تعرضت محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان لاعتداءٍ بطائرةٍ مُسيّرةٍ عن بُعد، كما تعرّض معمل ينبع للغاز الطبيعي، ثم مرافق شركة ينبع ساينوبك للتكرير (ياسرف) لهجومين منفصلين بطائرتين مسيرتين عن بعد، وأنه أدى الاعتداء على مرافق شركة ينبع ساينوبك للتكرير (ياسرف) إلى انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت، وسيتم التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون.

ورغم العقوبات الدولية المفروضة على الميليشيا الإرهابية إلا أنها لا تزال تصعد من عملياتها الإرهابية لاستهداف المنشآت الحيوية للسعودية، ودانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، بشدة، الهجوم الحوثي على البنية التحتية المدنية في السعودية، مؤكدة عبر تويتر أن الولايات المتحدة تجدد التزامها بأمن المملكة والخليج، وستبحث عن خيارات إضافية لمحاسبة الحوثيين عبر الأمم المتحدة.

الكاتب والمحلل السعودي ماجد الماجد أكد أن هجمات الحوثي المتكررة على المملكة العربية السعودية، تهدد بزيادة أزمة النفط العالمية، وأن هذا الاعتداء يعبر عن موقف الميليشيا الحوثية الإرهابية في تخريب الدول. ولفت في تصريحات صحفية إلى أن هجمات الحوثي الإرهابية ليست موجهة ضد المملكة وحدها، وإنما ضد إمدادات النفط العالمية وهو ما تسعى إليه الميليشيا الإرهابية لافتا  أن المملكة في حربها ضد الحوثي، ومن خلفه إيران، تصد عن العالم خطراً عظيما، متسائلا عن قدرة الاقتصاد العالمي على تحمل وصول سعر برميل النفط إلى 150 دولارًا لولا دفاع الجو السعودي.

من ناحية أخرى قالت وكالة سبوتنيك الروسية ان دعوة مجلس التعاون الخليجي بعقد مشاورات يمنية – يمنية في العاصمة السعودية الرياض، قوبلت بترحاب من الحكومة اليمنية وبعض القوى والأحزاب، في الوقت الذي ردت فيه “جماعة الحوثييين” على الدعوة بتصعيد عسكري وقصف منشآت ومواقع داخل الأراضي السعودية، فيما رحبت الأمم المتحدة وأمريكا بالدعوة واعتبروها خطوة في طريق الوصول إلى السلام. وقالت الوكالة في تقرير تلفزيوني انه في كل الأحوال أنا اعتبر هذه الدعوة إيجابية من حيث انفتاحها على الأطراف التي تعرضت للتهميش والتجاوز في كل المحاولات والدعوات السابقة، فهذا بحد ذاته يعد مؤشرا إيجابيا قد يجعل من هذا اللقاء وهذه الدعوة إذا ما استمرت خطوة أولى في مضمار دعوة بقية القوى الجنوبية التي غيبت، وكذلك القوى الشمالية التي أقصتها مليشيات الحوثي وإشراكها في العملية السياسية للخروج بحلول توافقية تخرج اليمن من هذه الحرب التي بات الجميع فيها خاسر. وقال رئيس مركز “جهود” للدراسات في اليمن، الدكتور عبدالستار الشميري، في الحقيقة هذه الدعوة هي نوع من الهروب للأمام من الاستحقاقات الميدانية والعسكرية التي فرضها توازن الضعف بين الأطراف، لذا لا أجد جدوى إطلاقا من هذه الدعوة على المستوى العملي، ليس لأن الحوثيين رفضوها، لكن لا توجد فرص الآن في ظل تعنت أنصار الله في قبول أي خيار سياسي. وأضاف أن تلك الدعوة هي محاولة لإقامة الحجة على الطرف المتعنت، ليس إلا، فكل المشاورات والمداولات التي تعقد الآن سواء بواسطة المبعوث الأممي في الأردن أو تلك الدعوة، وقبلها المبادرة الخليجية أو مبادرة سلطنة عمان، وغيرها من المقترحات والمشاورات السابقة. وتابع: في الحقيقة لم يكن كل ما سبق سوى نوع من ضياع الوقت في ظل أفق مسدود في الجانب السياسي، نظرا لعدم وجود جديد على الجانب العسكري الذي يمكن أن يمثل ضغوطا على طاولة الحوار. وأشار الشميري إلى أن الرد من جانب الحوثيين بالتصعيد وضرب منشآت مدنية ونفطية بالسعودية، يدل ذلك على أن الحرب ممتدة وأن هناك سنوات كثيرة، لأن الحرب أصبحت لدى بعض الأطراف مجال استثمار، لأن الكثير من التحليلات تقول أن الورقة الحوثية ستحصل على المزيد من التنازلات من جانب الخليج ومن الأمريكان أيضا.

من جهتها ردت جماعة “الحوثيين” مجددا على المبادرة التي أعلنها مجلس التعاون الخليجي لإجراء مشاورات بين الأطراف اليمنية في العاصمة السعودية الرياض. وزعم القيادي الحوثي ضيف الله الشامي، أن “المتورطين في سفك دماء اليمنيين يحاولون الخروج من التبعات عبر دعوات الحوار كالشعرة من العجين”. قبل أن تنهوا الحرب أنهوا أزمة المشتقات التي تمعنوا في إيذاء الشعب اليمني بمنعها وهي بأمواله لا منة لكم فيها”. والخميس الماضي، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف الحجرف، استضافة مشاورات بين كافة الأطراف اليمنية خلال الفترة من 29 آذار/ مارس إلى 7 نيسان/ أبريل المقبل، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمهد لاستئناف المفاوضات السياسية وتحقيق سلام شامل في اليمن. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن “حل الأزمة بيد اليمنيين أنفسهم”، موضحاً أن: “المشاورات اليمنية – اليمنية تهدف إلى حث كافة الأطراف اليمنية دون استثناء على القبول بوقف شامل لإطلاق النار والدخول في مشاورات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة وبدعم خليجي”. ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة “أنصار الله”، وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014. وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

 

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى