كتب : مراد حسن بليم
حين سقطت كل اليمن في قبضة مليشيات الحوثي، ظلت الضالع صامدة لم تسقط ، وظلت روحها العظيمة تلهم الناس معاني الحرية الغالية وشرف التضحيات الخالدة ..
لا يوجد في قاموس الضالع شيئا اسمه الهزيمة ، فلقد كانت اول منطقة تسقط بيد الثوار في زمن الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وكانت آخر منطقة تتوقف فوهات بنادقها في حرب 94 القذرة ، وكانت أول محافظة تصنع مفاتيح الانتصار في حرب 2015 على مليشيات الحوثيين الانقلابية .
تختزن الضالع تأريخ مجيد من الارادة الحرة ولها صولات وجولات في محطات ومنعطفات التاريخ المختلفة دفاعا عن الثورة والاستقلال والجمهورية وقدمت فلذات أكبادها في ميادين وساحات الشرف والاستشهاد ، وتختزل كلما يتعلق بمعاني الصمود ، الصمود الذي تتوشحه على رأسها كما تتوشح جبالها كبرياء الشموخ لتغدو هامة ابنائها فوق الشمس ..
إفهم الدرس ياغبي
فلا مجال مطلقا ان تحقق أي نصر في مكان عجز من جاءوا قبلك ومن سيأتون بعدك أن يظفروا ولو بمثقال ذرة منه ..
لا مجال هنا لتحقيق أي تقدم ، فالضالع ليست من تلك الاماكن التي بإمكانك انت ومن معك ان تحرز بها أي تقدم ، ولا حتى خطوة واحدة ، ليس لأنها تملك عصا موسى السحرية ، وليس لأنها جاءت من كوكب أخر ، ولكن يكمن السبب بأن الضالع تملك القدرة على إنتاج وسائل البقاء ، ويمللك رجالها الصناديد القدرة على التضحية حتى اخر رجل وحتى آخر رمق وبصورة تشبه أسطورة طائر الفينيق الذي كلما ألقوه في النار ينبعث من بين الرماد ليحلق من جديد في أعالي السماء ..
إفهم الدرس يا غبي
لا يمكن لك في إي حال من الاحوال أن تكسر روحها الجبارة أو تخلخل جبهتها الداخلية الموحدة في الوقت الذي عجز كبرائك ان يفعلوه وفي المكان الذي توزعت به جثث قتلاك في الشعاب والجبال والطرقات والوديان .
إنها الضالع حيث ) ينفلق الصخر ويولد الرجال ( ، العصية على الانكسار والعصية على الموت ، تحتذي المستحيل لتبقى كرامتها فوق كل اعتبار ومهما كانت جسامة التضحيات ، هنا حيث تصطبغ سحنة ابنائها وهاماتهم بلون أطوادها الشامخة ، يرددون نشيد الحياة ويرتلون سورة النصر ويرضعون من حليب امهاتهم معاني الشرف العظيمة ..
والان لم يستجد في الأمر شيئا ، فالرجال القابضين على الزناد لا يزالون ينتظرون في أماكنهم لصناعة ملحمة جديدة تضاف الى سجلات التأريخ العظيم لهذه الضالع التي لا تعرف الانكسار ولا تعرف التراجع ولا تؤمن بالمطلق بسرديات الهزائم ..
ويبدو اليوم جليا ان التأريخ يعيد نفسه مجددا وبذات الصورة الموحشة حيث تسوقون حشودكم الاجبارية للانتحار الحتمي على أسوارها في الوقت الذي تمارس هي هوايتها في صناعة التاريخ ، ولم تستوعبوا الدرس بعد .!
زر الذهاب إلى الأعلى