“متى ما توفرت الهمة والعزيمة يصبح المستحيل ممكنًا”. هكذا يلخص الأخ وضاح علي “قشنم”، الإمكانيات البسيطة في تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر الزراعة. فقد حول مساحة متواضعة بجوار منزله إلى مزرعة نموذجية، تنتج العديد من أنواع الخضروات، الفواكه، والنباتات العطرية. لا ينحصر الأمر في كونها مجرد مزرعة صغيرة، بل تمثل نموذجًا مُلهِمًا يُشجع الأفراد على استغلال الموارد البسيطة لديهم.
الأخ وضاح يؤمن بمبدأ “نأكل مما نزرع”، وهو شعار يحمل في طياته دعوة واضحة للابتعاد عن المنتجات الزراعية التجارية التي قد تكون مليئة بالمبيدات والأسمدة الكيماوية الضارة بالصحة. حيث أن المذاق الطبيعي للمنتجات المحلية التي تُزرع يدويًا في المنزل يختلف تمامًا، فهو مزيج من النكهة الحقيقية والفخر الذاتي.
في ظل التحديات العالمية التي يواجهها القطاع الزراعي، أصبحت الزراعة أكثر من مجرد نشاط اقتصادي، بل هي ضرورة وطنية واستراتيجية. يعاني العالم من أزمة غذائية متفاقمة نتيجة التغيرات المناخية، النمو السكاني، والاستنزاف المستمر للموارد الطبيعية. وفي هذا السياق، بإمكان المواطنين المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي من خلال استغلال المساحات الصغيرة حول منازلهم لزراعة الخضروات والفواكه، وهو ما يُقلل من الاعتماد على الأسواق ويُعزز الاكتفاء الذاتي.
تطوير القطاع الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي لا يمكن أن يتم إلا بتضافر جهود الجميع، بدءًا من الأفراد ووصولًا إلى صناع القرار. فعلى المسؤولين تخصيص الموارد وتقديم الدعم اللازم للمزارعين، سواء من خلال التمويل، أو توفير البذور والمعدات بأسعار معقولة.
يُمكن للزراعة أن تكون حلاً فعالًا لمشكلة البطالة بين الشباب. فبدلاً من إهدار وقتهم في الفراغ، يمكنهم استغلال الزراعة كمصدر دخل مستدام. كما أنها توفر فرصًا اقتصادية متعددة، سواء عبر تسويق المنتجات المحلية أو العمل في صناعات مرتبطة بالزراعة كالتصنيع الغذائي.
“من يزرع اليوم، يحصد غدًا”. فلنجعل من الزراعة خيارًا للمستقبل، خيارًا يعزز أمننا الغذائي، يحمي بيئتنا، ويوفر فرصًا لأجيالنا القادمة.