كتب : موهوب النايب
في 22 مايو 1990، كان أبناء الجنوب يأملون في بناء دولة تقوم على العدالة والمواطنة المتساوية، لكن سرعان ما تحولت هذه الآمال إلى معاناة من قبل نظام عفاش ، خاصة بعد حرب 1994 التي كرست سياسة الإقصاء والتهميش بحق الجنوبيين. آلاف الموظفين والعسكريين تم تسريحهم، وأصبح أبناء الجنوب مواطنين من الدرجة الثالثة إن لم يكن الخامسة داخل وطنهم، فيما استُبيحت أراضيهم ونهبت مصانعهم، وتحولت مقدرات الجنوب إلى غنائم بيد نافذين من شمال اليمن.
لم يقتصر هذا التهميش على الجانب الاقتصادي فقط، بل امتد إلى المجال السياسي، حيث كانت مشاركة بعض أبناء الجنوب في السلطة شكلية، دون أي تأثير حقيقي في صنع القرار. استثمرت سلطات صنعاء وجود بعض الشخصيات الجنوبية كواجهة لإعطاء انطباع زائف عن الشراكة، بينما بقي القرار السياسي مركزًا في صنعاء دون أي اعتبار لحقوق الجنوبيين وتطلعاتهم.
ما يحدث اليوم ليس إلا تراكمات فساد نظام صالح (عفاش)، الذي أفسد مؤسسات الدولة وجعلها عرضة للنهب والسلب، ليتحول الجنوب إلى ساحة للأزمات المفتعلة، التي تهدف إلى تركيعه وإجباره على التراجع عن قرار فك الارتباط عن الشمال.
تلاعب مستمر بالخدمات الأساسية، وافتعال الأزمات الاقتصادية والمعيشية، كلها أدوات تستخدم لإجبار أبناء الجنوب على القبول بالأمر الواقع، لكن ومع تزايد هذه الضغوط، أصبح من الواضح أن الشعب الجنوبي لن يتراجع عن قضيته، ولن تثنيه أي محاولات لطمس حقوقه المشروعة، بعد أن ضحى بآلاف الشهداء والجرحى دفاعًا عن قضيته.
اليوم، وبعد كل ما تعرض له الجنوبيون من إقصاء واستهداف ممنهج، لم يعد هناك أي مجال للثقة بالوحدة بين الشطرين، خاصة بعد سنوات من الخذلان والتآمر والتهميش، فهل سيحتفل أبناء الجنوب بذكرى 22 مايو المشؤومة بعدما حل بهم من نكبات وكوارث من نظام الراحل عفاش و العليمي ؟ .
زر الذهاب إلى الأعلى