تقـــارير

بوحدة الصف.. حضرموت تكتب فصلًا جديدًا في تاريخها

بوحدة الصف.. حضرموت تكتب فصلًا جديدًا في تاريخها

صوت الضالع/ تقرير/ فاطمة اليزيدي:

يُشكل وادي حضرموت منذُ سنوات البؤرة الأكثر تعقيدًا في خارطة النفوذ الأمني والعسكري داخل المحافظة ‘ بوصفه المنطقة التي تحتفظ فيها القوات الشمالية بوجودها الأقوى ‘ رغم التحولات الكبيرة التي شهدتها البلاد منذُ 2015م.

وبرغم الإجماع الشعبي والرسمي في حضرموت على ضرورة إعادة هيكلة هذا الوجود وإخراج القوات الشمالية الموجودة منذُ أكثر من عقد ‘ ظل ملف الوادي معلقًا ‘ بلا حسم ‘ وبلا مسار واضح.

هذا الواقع الأمني والعسكري في وادي حضرموت ‘ منح الأطراف المناوئة للجنوب مساحة واسعة لاعادة التموضع ‘ ووفر بيئة مهيأة لتحركات جماعات متطرفة وخلايا مرتبطة بالحوثيين وتنظيم القاعدة الإرهابي ‘ وفق ما تشير إليه مصادر محلية وتقارير أمنية مطلعة.

*المطالبة بالتحرير .. أولوية جنوبية:

تحتل قضية تحرير وادي حضرموت مكانة محورية في نضال الجنوبيين ‘ وتحديدًا أبناء حضرموت ‘ إذ يرون أن إنهاء هيمنة المنطقة العسكرية الأولى ‘ التي تُتهم بانتهاكات واسعة النطاق ‘ يُمثل خطوة لا يمكن التراجع عنها ‘ وتسليم إدارة الوادي الى قوات النخبة الحضرمية هو مطلب شعبي وسياسي يحظى بدعم جماهيري واسع ‘ إذ يُمثل ركيزة أساسية لضمان الامن وإعادة الوادي الى المسار الطبيعي ضمن المشروع الجنوبي.

ويعتبر الجنوبيون ‘ أن إنهاء وجود هذه القوات التابعة لجماعة الاخوان والتي يتهمونها بالتنسيق مع جماعات إرهابية ‘ هو السبيل الوحيد لوضع حد لحالة الانفلات الأمني التي عانى منها الوادي على مدار سنوات طويلة.

*أبعاد المطالب الحضرمية والجنوبية:

يرى مراقبون أن تحرير وادي حضرموت لا يمثل مطلبًا حضرميًا فقط ‘ بل يعكس جوهر القضية الجنوبية التي تركز على استعادة الحقوق ورفض استمرار استغلال الثروات الجنوبية لصالح قوى يرون أنها تسعى الى تهميش أبناء الجنوب العربي وإضعاف تطلعاتهم.

كما يُشددً هؤلاء على أن تحقيق هذه المطالب لا يعني فقط إنهاء الاحتلال العسكري للوادي ‘ بل يُنظر إليه كخطوة محورية لتمكين أبناء الجنوب العربي من السيطرة على مواردهم واستعادة سيادتهم ‘ ما يُسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

*تصعيد خطير يستهدف أمن حضرموت واستقرارها:

أقدمت مجاميع مُسًلحة تابعة للشيخ عمرو بن حبريش على الاعتداء على مواقع قوات حماية الشركات في محاولة لاقتحامها ‘ ووصف قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء ركن طالب باصبر بارجاش ما حدث بأنه تصعيد خطير يستهدف أمن حضرموت واستقرارها.

وأوضح بارجاش أن هذه الاعتداءات تسًببت في سفك دماء حضرمية لعسكريين يقومون بحماية الشركات والمنشآت الحيوية .

وشددً بارجاش على أن قيادة المنطقة العسكرية الثانية لن تسمح بمثل هذه التصعيدات مضيفًا : “سنضرب بيد من حديد كل من يُحاول العبث بالأمن أو استهداف الشركات والقوات الكلفة بحمايتها”.

ودعا بارجاش جميع المواطنين في حضرموت الى الحفاظ على الأمن ‘ والوقوف في صف واحد الى جانب القوات العسكرية والأمنية ‘ مشيرًا الى أن من يدفع نحو هذا التصعيد فقط من تهًمًه مصالحة الشخصية ‘ لا مصالح حضرموت وأبنائها”.

 

*شيوخ قبائل حضرموت يحسمون الجدل

في خطوة تأتي في إطار إعادة الحلف الى مسارة الحقيقي وتعزيز وحدة الصف القبلي ‘ عقد شيوخ وأعيان قبائل حضرموت اليوم اجتماعًا موسعًا في منطقة رأس حويرة ‘ خُصص لمناقشة مستقبل حلف القبائل واختيار قيادة جديدة بعد تصاعد الخلافات مع المتمرد عمرو بن حبريش.

وبحسب مصادر قبلية موثوقة ‘ فقد حُسًم المشايخ الموقف بتنصيب الشيخ خالد الكثيري رئيسًا لحلف قبائل حضرموت ‘ وذلك بحضور رسمي وشعبي واسع ‘ وسط تأكيدات على أن الإجماع على اختيار الشيخ خالد الكثيري يعكس رغبة القبائل في قيادة أكثر اتزانًا وحرصًا على استقرار حضرموت ‘ ورفض محاولات الزج بالحلف في مشاريع صدامية تهدد السلم القبلي والاجتماعي.

*حسين بن لقور يوجًه رسالة لعمرو بن حبريش: الزعامة لا تُبنى على شاشات الاعلام المُعادي:

وجهً الدكتور حسين بن لقور ‘ الكاتب والسياسي الجنوبي ‘ رسالة حادة اللهجة الى الشيخ عمرو بن حبريش ‘ حذًر فيها من الارتهان للإعلام اليمني والقوى التي تقف خلفه ‘ مؤكدًا أن أي حضور سياسي لا يستند الى قاعدة شعبية راسخة سرعان ما يتلاشى من المشهد.

وأشار بن لقور في رسالته الى ان الارتهان الكامل للإعلام اليمني يجعل أي زعامة جنوبية مرتبطة به زعامة هشًة ومؤقتة ‘ معتبرًا أن التصرف المسؤول يقتضي إعادة ضبط العلاقة مع الشارع ‘ وبناء شرعية سياسية تستند الى رضا الناس ومصالحهم المباشرة ‘ لا الى حضور مُصًنعً في قنوات مثل المهرية وبلقيس والمسيرة.

 

*حضرموت تكتب فصلًا جديدًا من تاريخها:

وفي لحظة كهذه ‘ تتجاوز حضرموت دورها كمدينة لتصبح رمزًا لاختبار الجنوب لنفسه ولإظهار وحدته أمام العالم ‘ فالتحديات الكبيرة والمشاريع المعادية أشد شراسة من أي وقت مضى ‘ ولكن ما يجري اليوم من التفاف جنوبي حول حضرموت يعيد للأذهان واحدة من أهم الحقائق أن الجنوب ينتصر حين يتوحد وأن حضرموت لا تخذل حين يلتف الجنوب حولها.

*رسالة قوية للقوى المناهضة:

يُرسل أبناء الجنوب من خلال هذه التحركات رسالة واضحة بأن إرادتهم لا يمكن كسرها ‘ ويرون بأن أي مُحاولات لتجاهل مطالبهم أو فرض أجندات معادية ستُقابل بمزيد من الصمود ‘ معتبرين أن مسار التحرير هو حق مشروع لا يمكن التنازل عنه تحت أي ظرف.

وبهذه الخطوات ‘ يبدو أن الجنوب العربي بشكل عام وحضرموت بشكل خاص ‘ بدأت ترسم ملامح جديدة قوامها التوافق القبلي والدعم المؤسسي ‘ في مسار يُعول عليه بأن سيقود الى مزيد من الامل نحو استعادة الدولة الجنوبية المنشودة.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى