مقالات وتحليلات

نوفمبر … عوّد لنا من جديد

نوفمبر ... عوّد لنا من جديد

كتب : عبدالسلام السييلي 

تحل علينا تليوم الذكرى الثامنة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني المجيد، 30 نوفمبر، حاملةً معها عبق التاريخ وروح النضال الذي سطره الآباء والأجداد الأبطال بدمائهم وإصرارهم، ليُشرق فجر الحرية في الجنوب العربي بعد سنوات طويلة من التضحيات والعديد من الحركات التحررية التي سبقت إنطلاق الثورة المباركة في الرابع عشر من أكتوبر 1963م.

ويحق لنا اليوم، ونحن نستقبل هذه المناسبة الغالية، أن نحتفل بها بكل فخر واعتزاز، فاحتفالنا ليس ترفاً ولا مظهراً عابراً مهما كانت الظروف المعيشية قاسية، بل هو واجب وطني وحق أصيل يعبر عن امتداد نضال شعبنا من الأمس إلى اليوم.

إن الاحتفال بنوفمبر المجيد هو فعل مقاومة بحد ذاته، فهو ترسيخ للهوية الجنوبية وحماية لها من محاولات الطمس والتشويه التي مارسها الاحتلال اليمني على مدى عقود، وكأنهم أرادوا أن يمحوا ذاكرة شعب بأكمله، لكن وعي الجنوبيين وتمسكهم بتاريخهم كان وسيظل السد المنيع أمام تلك المحاولات البائسة للنيل من قضية شعب الجنوب العادلة.

ومهما اشتدت الأزمات وتعاظمت المعاناة، يبقى هذا اليوم رمزاً للصمود والإصرار، نستمد منه القوة ونستلهم منه العبر. ففي نصر نوفمبر 1967، توحد الجنوبيون خلف قضية واحدة و قيادة واحدة، فكان ذلك هو المفتاح الحقيقي للانتصار وتحقيق التحرر. واليوم، يعيد لنا هذا الدرس أهميته وضرورته، فالاتحاد هو الطريق الأقوى نحو مستقبل أفضل، وضمانة أكيدة لتحقيق تطلعات شعب الجنوب فهو خط الدفاع الأول عن قضية شعب الجنوب فالجنوب لكل وبكل أبناءه .

إننا في هذه الذكرى الوطنية العظيمة نؤكد أن مشروع التحرر الجنوبي لم ينتهِ، وأن روح نوفمبر ما زالت حيّة في وجدان كل جنوبي، تذكّره بأن الحرية تُنتزع ولا تُمنح، وأن الأوطان تُبنى على وحدة الصف ووضوح الهدف والإيمان التام بالحق المشروع ومازلنا اليوم على طريق الكفاح نسير بثبات رغم كل المؤامرات ننشد الإستقلال الثاني.

المجد لنوفمبر… والمجد للجنوب وأبنائه الذين ما زالوا يواصلون مسيرة النضال حتى اليوم.

الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار على مر الزمان.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى