كتب : أصيل هاشم
ذاكرة الجنوب مفتوحة على كل تفاصيل الماضي، لكنها لم تعد مكبّلة به. صيف 1994 ليس مجرد حدث في التاريخ، بل جرح صنع وعيًا جديدًا، ودرسًا لا يمكن تجاهله. واليوم، أمام التحشيد العسكري والخطاب المتوتر وتكرار الأدوات القديمة، يقف الجنوب مختلفًا تمامًا: أكثر تنظيمًا، أكثر وعيًا، وأكثر وحدة.
لقد تغيّر كل شيء. الجنوب لم يعد ذلك الطرف الضعيف الذي يواجه مصيره وحيدًا. صار يمتلك مؤسسات، وقوات منظّمة، وإرادة سياسية واضحة، وشعبًا موحّدًا يرى في التماسك قوة، وفي الحقوق مبدأ لا مساومة فيه. الأخطاء التي فُرضت في الماضي لن تتكرر، والصفحات السوداء التي عاشها الناس أصبحت شاهدة على ضرورة العدالة لا على ثقافة الانتقام.
إن أي توترات أو محاولات لإعادة إنتاج الصراعات القديمة لن تؤدي إلا إلى زيادة إصرار الجنوبيين على حماية استقرارهم. فالجنوب اليوم يتعامل مع التحديات بعقلية الدولة لا بردود الفعل، وبمشروع سياسي يستند إلى احترام القانون، والتمسك بالحلول العادلة، والدفاع عن الحق في تقرير المستقبل.
من المهرة إلى عدن، ومن حضرموت إلى الضالع، تتشكل إرادة جماعية عنوانها: لن نعود إلى الوراء. وحدة الصف باتت حجر الأساس، والالتفاف الشعبي حول مؤسسات الجنوب أصبح جدارًا يصعب تجاوزه.
صوت الجنوب اليوم يقول بثقة: نحن أبناء حاضر نبنيه بوعينا، لا أسرى ماضٍ نحمله على ظهورنا.
والسلام العادل، والعدالة الحقيقية، واحترام إرادة الناس… هي الطريق الوحيدة لمستقبل آمن للجميع.
#لن_تتكرر_94
#دولة_الجنوب_العربي
زر الذهاب إلى الأعلى