تقـــارير

في قرار مفصلي يعيد رسم الأطر الدينية في الجنوب… الزُبيدي يُشكّل اللجنة التحضيرية لهيئة الإفتاء الجنوبية

في قرار مفصلي يعيد رسم الأطر الدينية في الجنوب… الزُبيدي يُشكّل اللجنة التحضيرية لهيئة الإفتاء الجنوبية

صوت الضالع / عين الجنوب

في خطوة أثارت اهتمام الشارع السياسي والديني في الجنوب أصدر الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، القرار رقم (32) لسنة 2025 بتشكيل اللجنة التحضيرية لهيئة الإفتاء الجنوبية، في قرار يُقرأ كتمهيد لبناء مرجعية دينية جديدة في المشهد الجنوبي. 

وجاء القرار، الذي أعلن عنه مساء السبت 13 ديسمبر 2025، ليضع أسساً لأولئك الذين سيقودون عملية الإعداد والتأسيس لهذه الهيئة التي من المتوقع أن تكون مرجعاً في إصدار الفتاوى والرؤى الدينية التي تمس الحياة الاجتماعية والسياسية في الجنوب. 

اللجنة التحضيرية التي نصّ عليها القرار تنقسم إلى لجنتين رئيسيتين: اللجنة العليا التي يرأسها نائب وزير الأوقاف والإرشاد وعضوية كل من نائب وزير العدل ونائب وزير الشؤون القانونية، في مؤشر على حرص رسمي لإشراك مؤسسات الدولة في تشكيل تلك المرجعية الدينية، ولو عبر إطار تحضيري. أما اللجنة التنفيذية فضمّت شخصيات أكاديمية وقانونية ودينية من بينها عميد البحث العلمي بجامعة أبين، وممثلين عن وزارتي التربية والأوقاف، ومسؤولين من المحكمة العليا وهيئات فكرية داخل المجلس الانتقالي، مما يعكس محاولة المزج بين الخبرات العلمية والشرعية في تأسيس الهيئة. 

وبحسب نص القرار، فإن هذه اللجنة مكلفة بصياغة التنظيم الداخلي، وتحديد الأهداف والمهام، ووضع الهيكلية النهائية للهيئة الجديدة على أن يبدأ العمل به بمجرد نشره في الجريدة الرسمية، مما يمنح القرار طابعاً رسمياً واستمرارية قانونية. 

ويرى مراقبون أن خطوة تشكيل هذه اللجنة تأتي في وقت تتصاعد فيه النقاشات حول دور المرجعيات الدينية في الجنوب، وسط حالة من التوترات بين القوى السياسية المختلفة، خصوصاً بعد تطورات ميدانية في محافظات شرقية مثل حضرموت والمهرة، والتي أثارت ما يشبه إعادة ترتيب النفوذ بين الفاعلين المحليين والإقليميين. 

وتُعد هيئة الإفتاء الجنوبية، التي يُتوقع أن تتبلور معالمها في الأشهر القادمة، مدخلاً مهماً لتعزيز دور المؤسسات الدينية في حياة المجتمع، لكن البعض عبر عن مخاوف من استغلال القرار لأغراض سياسية، في حين دعت أطراف أخرى إلى ضمان استقلالية هذه الهيئة، بعيداً عن التأثيرات الحزبية، والعمل على أن تكون مرجعية موثوقة تخدم المجتمع وتُعنى بإصدار الفتاوى وفق منظور شرعي معتدل. 

يبقى القرار، بقرائته الرسمية والشعبية، حدثاً ذا انعكاسات محتملة على العلاقة بين الحياة الدينية والسياسية في الجنوب وقد يشكل منعطفاً في كيفية إدارة الشؤون الدينية في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الجنوب.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى