مقالات وتحليلات

سناح القلب النابض لبلاد حجر… عاصمة المشروع النضالي، حين يتكلم التاريخ وتُحسم المواقف

سناح القلب النابض لبلاد حجر… عاصمة المشروع النضالي، حين يتكلم التاريخ وتُحسم المواقف

 كتب : ذياب الحسيني .

ليست سناح مدينةً عابرة في الجغرافيا، ولا رقمًا هامشيًا في دفاتر التقسيم الإداري، بل هي ذاكرة نضالٍ حيّة، كُتبت فصولها بالدم، وتوارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل. سناح هي مدينة الشهداء، أبناء الشهداء، وأحفاد شهداء مجزرة سناح، أولئك الذين قدّموا للوطن أنقى القرابين، وصاغوا بدمائهم ملامح الطريق نحو الحرية والكرامة.

منذ انطلاق شرارة الثورة الجنوبية، كانت سناح في مقدمة الصفوف، ثابتة الموقف، واضحة البوصلة، لا تساوم على القضية ولا تتراجع عن الثوابت. قدّم أبناؤها التضحيات الجسام، وتحملوا كلفة الوطن باهظة، ولم يكن ذلك تفضّلًا أو استعراضًا، بل إيمانًا راسخًا بأن الجنوب يستحق، وأن الحرية لا تُوهب بل تُنتزع.

وسناح، في عمقها التاريخي والإداري، هي قلب بلاد حجر النابض، وإحدى مناطقها الأصيلة، لم تكن يومًا خارج سياقها، ولا منفصلة عن محيطها الطبيعي. غير أن بعض الالتباسات وسوء الفهم، والمعلومات المغلوطة، خلقت شعورًا لدى بعض أبناء سناح بوجود إقصاء أو تجاوز، وهو شعور مفهوم حين تغيب الصورة الكاملة، لكنه لا يعكس الحقيقة ولا يعبّر عن جوهر المشروع الوطني المنشود.

إن مشروع المديرية المستقلة ليس مشروع إقصاء، ولا محاولة طمس لتاريخ أو تضحيات، بل هو استحقاق إداري وتنموي مشروع، بُني على أساس الشراكة والعدالة والاعتراف بالجميع. وسناح، بما تمثله من ثقل نضالي وتاريخي وجغرافي، ليست طرفًا هامشيًا في هذا المشروع، بل هي عمقه ورمزه وعاصمته الطبيعية، تقديرًا لمكانتها وإنصافًا لتاريخها ودورها الريادي.

إن سناح قلعة الثوار، وأرض الأحرار، ومهد المواقف الوطنية المشرفة، ورواد الحركة الوطنية الجنوبية، وهي اليوم مدعوة – كما كانت دائمًا – لأن تكون في مقدمة الصف، لا على هامشه، وأن تقود مشروع المستقبل بروحها وعمقها النضالي، لا أن تُحاصرها الشكوك أو تعزلها التأويلات الخاطئة.

هذه مناشدة صادقة من القلب إلى القلب:

إلى أبناء سناح الأحرار…

إلى ورثة المجد وصنّاع التاريخ…

إلى من علّموا الوطن معنى التضحية والثبات…

تعالوا نكمل الطريق معًا، ونرصّ الصفوف، ونتجاوز سوء الفهم، ونثبت أن دماء الشهداء لا تُجزّئنا بل توحّدنا، وأن مشروع المديرية هو مشروع الجميع، وبالجميع، ومن أجل الجميع.

فلنقف صفًا واحدًا، سناح وبلاد حجر، إخوة في الدم والمصير، شركاء في الوجع والأمل، حتى يرى هذا المشروع النور، ويُكتب فصل جديد من فصول الكرامة بأيدٍ متلاحمة وقلوب صادقة.

سناح كانت وستبقى قلب بلاد حجر، وراية من رايات الجنوب، ومن لا يعرف سناح… فليقرأ تاريخها.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى