مساران مستقبليان سياسيا وعسكريا للانتقالي الجنوبي.
مساران مستقبليان سياسيا وعسكريا للانتقالي الجنوبي.
صوت الضالع
يشير مراقبون إلى أن المجلس الانتقالي بات أكثر قدرة على قراءة التحولات والعمل وفق معادلة سياسية واقعية ، كما لا يفرط في ثوابت المجلس السياسية التي تهدف في نهاية المطاف، كما يؤكد الانتقالي في كل مناسبة، إلى استعادة الدولة الجنوبية.
واستطاع المجلس منذ إنشائه في العام 2017 استحداث مؤسسات سياسية وعسكرية وأمنية موازية، كما انخرط في النشاط الاقتصادي والاجتماعي بالتوازي مع السير قدما في تنفيذ استحقاقات اتفاق ومشاورات الرياض التي جعلت من المجلس شريكا في الحكومة ثم مجلس القيادة الرئاسي على التوالي.
وأعلن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عن خطة لإعادة هيكلة وإصلاح مؤسسات المجلس على المستوى السياسي والعسكري والأمني، كما شرع المجلس في تنظيم حوارات مع باقي المكونات الجنوبية في إطار سعيه لتوسيع قاعدة المشاركة في قرار المجلس بصفته المكون الجنوبي الأكبر والأكثر قوة وتنظيما.
وفي هذا السياق كشف الموقع الرسمي للمجلس عن عقد فريق الحوار الوطني الجنوبي الداخلي اجتماعاً الخميس الماضي في عدن لمناقشة تحضيرات عقد اللقاء التشاوري مع الشخصيات وممثلي الأحزاب والمكونات السياسية والمجتمعية الجنوبية.
ويناهض الانتقالي بقوة أي محاولات لتغيير خارطة النفوذ التي تعطيه أفضلية في معظم محافظات الجنوب ، كما يطالب بضمانات لتمثيل القضية الجنوبية في أي مشاورات سياسية .
وحول دور المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية وهل هو مكمل لدور الحكومة أم أنه يعمل على ملء الغياب الحكومي، يقول نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس منصور صالح في تصريح لـ”العرب” إنه “في ظل الغياب الحكومي فإن المجلس الانتقالي وبحسب ما هو متاح يحاول تغطية هذا الغياب بما يساعد على تجاوز المشكلات القائمة، كما يسعى لتفعيل وتحسين أداء مؤسسات الدولة ودعم جهودها للقيام بدورها، وهناك حالة من التكامل ما بين المؤسسات الرسمية والقيادات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو حريص على تطوير وتعزيز العلاقة مع هذه المؤسسات بما يعود بالنفع على المحافظات وأبنائها”.
وعن خيارات المجلس في مواجهة استحقاقات المرحلة القادمة، يضيف صالح “ليس لدينا خيارات وإنما ثوابت لا حياد عنها وهي أننا مستعدون للانخراط في عملية سلام تضمن حلا عادلا لقضية شعبنا وتلبي طموحاته وعدا ذلك فلن نكون جزءا من أي تسوية ولن نتعاطى مع حل يكون على حساب تطلعات شعبنا وتضحيات أبنائه”.
ويلفت الباحث السياسي ورئيس مركز ساوث 24 للدراسات في عدن يعقوب السفياني إلى أن المجلس يغيب عسكرياً في وادي حضرموت ومحافظة المهرة. كما أن قواته تتقاسم المهام العسكرية في شبوة وأبين مع قوات جنوبية حكومية أخرى بينما تنفذ قوات المجلس كافة المهام الأمنية والعسكرية في بقية المحافظات التي يسيطر عليها.
وعن الدور الذي يلعبه المجلس في خارطة النفوذ العسكري والأمني في جنوب اليمن، يقول السفياني في تصريح لـ”العرب” إنه “يمكن القول إن المجلس هو الحكومة على المستويين الأمني والعسكري في هذه المحافظات التي ذكرتها”.
الجميع يعلم أن هدف المجلس الانتقالي الجنوبي هو دولة مستقلة عن اليمن، ولذلك فإن أي تسوية أو اتفاق سوف يستغله المجلس مرحليا فقط.