مقالات وتحليلات

للمجلس الإنتقالي .. لا مناورات بعد اليوم أحمد سعيد كرامة 

للمجلس الإنتقالي .. لا مناورات بعد اليوم
أحمد سعيد كرامة 
 الإدارة الذاتية للجنوب كان يفترض عدم التفريط بها بتلك الطريقة اللا مدروسة العواقب والنتائج والمتسرعة ، الإدارة الذاتية أتت بمرحلة صعبة للغاية مع تفشي جائحة كورونا وما صاحبها من ركود إقتصادي عالمي وحظر ، أتت في ظل نقص حاد بوقود محطات توليد الكهرباء ، وكذلك الحصار غير المعلن من قبل الرياض على العاصمة عدن والمحافظات المجاورة لها .
تكرار نفس الأخطاء بنفس المكان مع تغيير الزمان كارثة ساحقة ماحقة على الجنوب والجنوبيين بعد أربع سنوات عجاف مع معين عبدالملك وقبلها مع بن دغر ، أستنزفوا موارد عدن والجنوب بصورة مدروسة وممنهجة لتدمير الانسان من خلال إفقاره وتجويعه من أجل ترويضه ، دمروا ما تبقى من بنية تحتية متهالكة بصفقات فساد بلغت مئات الملايين من الدولارات .
أتمنى أن لا نتراجع عن قرار لملس الأخير الذي أتى متأخرا كثيرا ، حول أحقية عدن بمواردها المالية المحلية بعيدا عن نهبنا المنظم والممنهج والمدروس تحت يافطة تقاسم الموارد المركزية ، معظم المحافظات المحررة لا تورد ما عليها من موارد مالية مركزية إلى بنك عدن المركزي الكارثي ، وبالتالي كان من المفترض والطبيعي حرمان تلك المحافظات المتمردة المارقة من أي دعم من موارد عدن وحضرموت وشبوة ، ناهيك عن الاستنزاف الكبير وبالعملات الأجنبية والإقليمية لعشرات آلالاف من المسؤولين والموظفين المهاجرين ، الرافضين جملة وتفصيلا العودة إلى أي منطقة محررة أكانت عدن أو غيرها بدون أي سبب قهري غير رغبتهم العارمة بالعيش الرغيد بعواصم الشتات .
هل سنشهد سيناريوا مماثل لسيناريوا بن دغر مع معين ، وهل سندخل بمقايضة رأس معين مقابل رأس لملس ، كما حدث مع اللواء أحمد سعيد بن بريك وإدارته الذاتية للجنوب وبن دغر ، هل سيتراجع المجلس الإنتقالي عن خطواته الأخيرة مقابل إقالة معين وتشكيل حكومة جديدة وهيكلة المجلس الرئاسي ، أم سنستمر بخطواتنا التي أفرزتها المرحلة الراهنة الخطيرة الاستثنائية ، هل سننحاز إلى مطالب الشعب الجنوبي وتطلعاته وأهدافه والنهوض به من واقعه المأساوي المتردي ، أم سنخذله مرة أخرى .
للمرة المليون أكرر وساكرر أن على القيادة الجنوبية المحافظة على حاضنتهم الشعبية المحلية وعدم التفريط بهم تحت أي ظروف أو ضغوطات ، من خلال الانخياز التام للمطالب الحقوقية المشروعة للشعب الجنوبي ، الأولوية الآن للملفات الخدماتية والرواتب غير القابلة للترحيل أو المماطلة والتسويف .
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى