اليوم العالمي للعمل الإنساني … الإمارات تعزز الخير وتنشر الأمل وتواصل العطاء
اليوم العالمي للعمل الإنساني … الإمارات تعزز الخير وتنشر الأمل وتواصل العطاء
/ خاص
جهود إنسانية وإغاثية رائدة ومبادرات ملهمة، تقوم بها الإمارات حول العالم تتوجها بحق وطن الإنسانية وعاصمة عالمية للخير.
يستذكر العالم تلك الجهود، فيما يحيي، السبت، اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس/ آب من كل عام .
وتحل تلك المناسبة هذا العام، فيما توالي دولة الإمارات تباعا افتتاح مكاتب تنسيقية حول العالم خاصة بمساعداتها الخارجية، لدعم جهودها الإغاثية والإنسانية وتعزيز كفاءتها واستدامتها، في آلية إماراتية جديدة، تتوج بها الإمارات دبلوماسيتها.
تحل هذه المناسبة أيضا في حين تتدفق المساعدات الإماراتية كأنهار عطاء جارية لمد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها “الإنسان أولاً” من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
ويحل اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام في عام الاستدامة الذي أقرّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
كما يأتي قبل نحو 3 شهور من استضافة دولة الإمارات لمؤتمر COP 28 ، القمة المعنية بمكافحة تغير المناخ، الذي يعد أكبر تحدٍّ يواجه البشرية ويهدد حقوق الإنسان.
جهود إنسانية تتواصل ومبادرات تنموية تتزايد سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل شهور نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن تبقى الإمارات رائدة في العمل الإنساني على مستوى المنطقة والعالم.
ضحايا الحروب والنزاعات
ويحل اليوم العالمي للعمل الإنساني، فيما تتواصل مساعدات الإمارات لضحايا الحروب والنزاعات، للتخفيف من وطأة الأزمة عليهم. وتتدفق المساعدات الإماراتية على السودان وأوكرانيا وفلسطين.
وتقف الإمارات في مقدمة الدول التي تمد يد العون لكل من دفعتهم الظروف إلى ترك أوطانهم واللجوء إلى أماكن أخرى بحثاً عن الأمن والاستقرار، حتى باتت جهودها تشكل إحدى أهم نقاط الانطلاق الأساسية في التحرك الدولي نحو معالجة هذه المشكلة المتفاقمة، خاصة مع وصول عدد اللاجئين والنازحين في العالم إلى 110 ملايين نسمة.
ضحايا الكوارث
على صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والبراكين والحرائق، كانت الإمارات حاضرة دائماً لمد يد العون والمساعدة ودعم المتضررين والمنكوبين.
و شكلت استجابة دولة الإمارات لإغاثة المتضررين من الأزمات الطارئة والكوارث الطبيعية حول العالم العنصر الثابت والدائم في مواجهة أغلب الأزمات التي شهدتها عدد من الدول الشقيقة والصديقة.
وتعد الإمارات من أوائل الدول استجابة لنداءات الاستغاثة الإنسانية في عام 2023 و أسهمت المساعدات المادية والعينية التي قدمتها في هذا المجال في إنقاذ حياة الملايين من البشر والتخفيف من معاناتهم.
وبرز حضور المؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية في عدد من الدول والمناطق التي تعرضت للأزمات والطوارئ خلال العام الجاري مثل سوريا وتركيا والسودان وموزمبيق وباكستان وغيرها من الدول وتميزت المساعدات والبرامج الإغاثية لتلك المؤسسات بالتنوع والجودة والوصول المبكر للمتأثرين.
وجسدت عملية “الفارس الشهم 2” التي أطلقتها دولة الإمارات عقب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط الماضي، عمق ومتانة العلاقات الإماراتية التركية، وأسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
جهود رسمت ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم، إذ تجاوز 150 مليون دولار، منهم 50 مليون دولار لتركيا.
وأرسلت الإمارات المستلزمات الطبية والإغاثية والغذائية وفرق البحث وآليات مجهزة بالمعدات الخاصة بإزالة الأنقاض، والفرق الطبية، وشيدت مستشفى ميدانيا لعلاج المصابين في منطقة إصلاحية بغازي وآخر في “هاتاي”.
ومنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 27 أبريل/نيسان الماضي، فريق عملية “الفارس الشهم2” “وسام الدولة للتضحية”، تكريما وتقديرا لجهود دولة الإمارات في أعمال البحث والإنقاذ في مناطق الزلزال.
ويعتبر فريق البحث والإنقاذ الإماراتي آخر فريق مصنف دوليا غادر تركيا وذلك بعد إعلان الحكومة التركية عن انتهاء عمليات البحث والإنقاذ، حيث نفذ فريق البحث والإنقاذ من وزارة الداخلية مهام البحث عن الناجين في ثلاث مناطق هي الأصعب في محافظة كهرمان مرعش منذ حدوث الزلزال.
وضمن أحدث قوافل الدعم الإنساني لسوريا، وصلت 20 يونيو/حزيران الماضي إلى ميناء اللاذقية السوري سفينة المساعدات الإماراتية – الرابعة من نوعها – وتحمل أكثر من ألفي طن والتي سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ضمن عملية “الفارس الشهم 2” لتعزيز مرحلة التعافي لصالح الشعب السوري.
تأتي هذه المبادرة في إطار توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمساعدة الشعب السوري على تجاوز تداعيات الزلزال.
ومن سوريا إلى الصومال، حيث عززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الشهر الماضي، جهودها الإنسانية لدعم المتأثرين من الفيضانات في منطقة بلدوين بولاية هرشبيلي بالصومال، وقدمت عبر مكتبها في مقديشو، مساعدات إغاثية عاجلة ومتنوعة لآلاف الأسر المتضررة، التي تقطعت بها السبل جراء الفيضانات الجارفة، وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة في الولاية.
وتضمنت المساعدات كميات كبيرة من المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية الأخرى.
وسبق أن نفذت المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، برامج متعددة لإغاثة المتأثرين من الجفاف الشديد في الصومال على نطاق واسع وتقديم المساعدات لهم.
وسلمت سفارة دولة الإمارات لدى مقديشو، في مارس /آذار الماضي، شحنة مساعدات مقدمة من مؤسسة “خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية” إلى الحكومة الصومالية، والتي تضمنت 193 طناً من المواد والإمدادات الإغاثية تم توزيعها على الأسر الفقيرة والمحتاجة والنازحين في العاصمة الصومالية مقديشو مع التركيز على مخيمات النازحين في محيطها.
وكانت الإمارات قد أرسلت في السابق عدة بواخر محملة بالمواد الغذائية المتنوعة إلى الصومال، وصلت إلى موانئ مقديشو وكيسمايو (إقليم جوبالاند) وبوصاصو (إقليم بونتلاند) وبربرة (إقليم صوماليلاند).
مساعدات تنموية
وجنبا إلى جنب مع المساعدات الإنسانية والإغاثية، كانت المساعدات التنموية الإماراتية حاضرة لدعم الدول الأقل نموا.
و ساهمت دولة الإمارات بفاعلية في دعم مجموعة دول الساحل الخمس في أفريقيا جنوب الصحراء، والتي تضم كلا من موريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر، والتي تعد من بين أقل البلدان نمواً في العالم.
وكانت دولة الإمارات ولاتزال شريكاً موثوقاً لدول منطقة الساحل من خلال تقديم الدعم لها في مواجهة التحديات عبر مساعداتها التنموية المتواصلة ..فخلال الفترة من 2018 إلى 2023 بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية لدول الساحل الأفريقي الخمس 750 مليون دولار أمريكي، ما يشكل 3% من إجمالي مدفوعات المساعدات الخارجية للدولة خلال هذه الفترة.
وقد تمّ تقديم حوالي 75% من المساعدات الخارجية الإماراتية لدول الساحل في صورة مساعدات تنموية، في حين شكلت المساعدات الخيرية والإنسانية 16% و9% على التوالي. ومع دعم دولة الإمارات وجهودها الرائدة لدعم دول الساحل الخمس لتحقيق غاياتها وأهدافها التنموية فإنّ المساعدات التنموية الإماراتية تسهم في الحد من تداعيات وآثار التغير المناخي، ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تتعامل معها تلك الدول.
أكبر صندوق وقفي
تحل تلك المناسبة أيضا، فيما تواصل مبادرة «وقف المليار وجبة» استقبال المساهمات بعد إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، عن استمرارها وبقاء باب الوقف مفتوحاً طيلة العام.
حملة تستهدف تدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام، يتفاعل معها الشعب الأكثر وقفاً لخدمة الإنسانية، بهدف المساهمة في مكافحة الجوع الذي يهدد حياة 828 مليون إنسان في العالم.
ويتواصل تفاعل المجتمع الإماراتي مع الحملة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالتزامن مع شهر رمضان الماضي، لتدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام، الأمر الذي أضحى نموذجا ملهما للعالم أجمع.
حملة تبرز المواقف الإنسانية النبيلة للإمارات، قيادة وشعباً، في التسابق لفعل الخير ومدّ يد العون لكل محتاج في العالم، بما يبرز ثقافة الكرم و الأخوة الإنسانية، التي تشكل جزءاً من قيم ومبادئ المجتمع الإماراتي الذي عود العالم على عطاء لا ينضب.
وتم في شهر مايو/أيار الماضي، تشكيل مجلس أمناء “وقف المليار وجبة” تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهدف إدارة وضمان إنماء أصول أكبر مشروع وقفي لإطعام الطعام، واستدامة الخير والعطاء وتحقيق أعلى عوائد دورية على أصوله.
مكاتب تنسيقية.. استدامة المساعدات
تلك الجهود والمبادرات الإماراتية الرئدة، توجتها الإمارات باستحداث آلية جديدة لدعم جهودها الإغاثية والإنسانية وتعزيز كفاءتها وضمان استدامتها.
وشهدت منطقة أمدجراس في تشاد بقارة أفريقيا أوائل الشهر الجاري، افتتاح ثاني مكتب تنسيقي للمساعدات الخارجية الإماراتية ببعثات الدولة بالخارج، في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة لدعم الشعب التشادي، وتعزيز الجهود المبذولة لتوفير كل الدعم الإنساني والإغاثي من قبل المؤسسات الإنسانية الإماراتية للاجئين السودانيين في تشاد.
افتتاح مكتب تشاد جاء بعد نحو أسبوع من افتتاح أول مكتب تنسيقي للمساعدات الخارجية الإماراتية في قارة آسيا، وذلك بمقر سفارة دولة الإمارات بالعاصمة السورية دمشق 25 يوليو/تموز الماضي.
ويأتي افتتاح المكتبين في سياق استكمال مسيرة النجاح وتعزيز العمل المؤسسي لحوكمة المساعدات الخارجية، بعد قرار مجلس الوزراء الإماراتي رقم 4/5 لعام 2022 لتعزيز التنسيق بين الجهات المانحة للمساعدات الخارجية في دولة الإمارات وإنشاء مكاتب تنسيقية في بعثات الدولة بالخارج تعنى بشؤون المساعدات الخارجية في عدد من الدول المستفيدة من المساعدات المقدمة من الجهات المانحة الإماراتية.
وتتوسع دولة الإمارات في مكاتبها التنسيقية الخاصة بالمساعدات الخارجية، من قارة إلى قارة، فيما تواصل إرسال مساعداتها الإغاثية والإنسانية حول العالم.
ريادة إنسانية
جهود إنسانية تتواصل ضمن خارطة طريق رسمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لتعزيز ريادة الإمارات في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري سيراً على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء.
ويتميز العمل الإنساني في الإمارات بأنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به عشرات من الجهات الرسمية والأهلية.
وقد سجلت هذه المؤسسات حضورا لافتا على الساحة الدولية خلال السنوات الماضية ومن أبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تغطي عملياتها الإنسانية العالمية أكثر من 100 دولة سنويا، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تنضوي تحت رايتها 30 مؤسسة ومبادرة.
وتوجد أيضا، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، التي أرسى معالمها ووضع نظامها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل 30 عاما، ورصد لها وقفا اعتبر في ذلك التاريخ من أكبر الأوقاف في المنطقة، حيث بلغ مليار دولار أمريكي.
ويعود ريعه للعمل الخيري والإنساني في مجالات التعليم والصحة والإغاثة والعمل والخيري المتنوع داخل الدولة وخارجها، علاوة على تشجيع البحوث والدراسات العلمية بالجوائز لدعم مسيرة التطور العلمي والحضاري.
وقدمت المؤسسة منذ تأسيسها مساعدات وبرامج ومشاريع إنسانية، في أكثر من 188 دولة حول العالم دون تمييز عرقي أو ديني أو مناطقي.
ورسمت حكومة دولة الإمارات أطراً تشريعية وتنفيذية لترسيخ دور الدولة كعاصمة إقليمية وعالمية للعمل الإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في مجتمعنا.
برز ذلك جليا عبر مساعدات ومبادرات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 51 عاماً منذ تأسيس الإمارات، نجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة.
ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية العام 2021 وحتى منتصف أغسطس/آب الماضي نحو 13 مليار درهم