سهام الشرق .. الإمتداد المتطور والحاسم لمعركة الجنوب على الإرهاب وتنظيماته
سهام الشرق .. الإمتداد المتطور والحاسم لمعركة الجنوب على الإرهاب وتنظيماته
صوت الضالع / درع الجنوب
إن معركة سهام الشرق تمثلُ امتداداً عضوياً متواصلاً ومتطوراً لمعارك القوات المسلحة الجنوبية ضد التنظيمات الإرهابية منذ تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية في 2015م وهي في الوقت ذاته امتداداً لحرب وطنية وإقليمية ودولية ضد الإرهاب وتنظيماته الإرهابية في الجنوب منذُ اللحظة الأولى التي أعلن فيها زعيم التنظيم ومؤسسه أسامة بن لادن وتنظيمه الأول جماعة الإخوان، انسحابهم من أفغانستان والانتقال إلى اليمن وبدعم اقليمي ودولي لنقل المعركة إلى داخل الجنوب “دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” تحت شعار تحريرها وتطهيرها من النظام الاشتراكي الشيوعي حسب ادعائهم وزيفهم ودجلهم.
وفي هذه الوقت بالذات، تم إنشاء وتأسيس أولى المعسكرات والقواعد الإرهابية في الشمال “الجمهورية العربية اليمنية” وفيها تم استقبال الإرهابيين اليمنيين وغير اليمنيين وضلت في حالة بناء وتحفز وتجهيز مع بعض المهام الخاصة التي كانت تسند إليها من قبل قيادة نظام صنعاء والجهات الاستخباراتية أو الجهات الإخوانية كتنظيم وسلطة.
الوحدة بين دولة الجنوب والشمال ارجأت مهام هذه الجماعات والتنظيمات الجهادية الإرهابية إلى إن يحين دورها وحتى مخطط إيقاع الجنوب في الوحدة مشؤومة الذكر، ولكن في الوقت ذاته كانت هذه التنظيمات والجماعات، نشطة وفاعلة من الناحية السياسية والدعائية الجهادية والعمل في الوسط الإجتماعي في الشمال و الشبابي بالذات باستخدام المنابر والمعاهد والمدارس الدينية بدعم وتشجيع من قبل تحالف السلطة حينها.
ويمكن إعتبار عمليات الاغتيالات والتصفيات للقيادات والكوادر السياسية والعسكرية الجنوبية، والتي بدأت في 1991م و1992م وما تلاها من تصفيات للجنوبيين، هي البداية الفعلية والعملية في استخدام موجه للجماعات الإرهابية ضد الجنوب وشعبه وقيادته وقواته المسلحة، حاولت قوى صنعاء توسيع نفوذ الجماعات الإرهابية والجهادية داخل النسيج الوطني والإجتماعي الجنوبي، إلا أنها فشلت رغم تكرار المحاولات، ما دفعها إلى تصدير هذه الجماعات الى الجنوب ورفدها بكل مقومات الوجود والنشاط.
في غزو الجنوب واحتلاله صيف 1994م أستخدمت الجماعات الإرهابية كرأس حربة في هذه الحرب، واطلقت قوى صنعاء يدها لتمارس أبشع صور الإرهاب والقتل والدمار الذي عرفه التاريخ الجنوبي بهدف بث الرعب والخوف في أوساط الشعب الجنوبي وكسر مقاومة الإحتلال، و جرائم هذه الحرب الإرهابية التي لم يمحها الزمن من ذاكرة الأجيال وصفحات التاريخ، والتي تمت بفتوى دينية شُرع لها من قبل وزير العدل اليمني والزعيم الروحي لجماعة الإخوان وتنظيم القاعدة عبدالمجيد الزنداني حينها، ومازال مفعولها سارياً حتى الآن، في فكر وقناعة وسلوك وابعاد التنظيمات الإرهابية والكثير من ابناء الجمهورية العربية اليمنية حتى الآن وتحديدا الذين غسلت أدمغتهم مشتركات الفكر الإخواني الحوثي.
عقب غزو الجنوب واحتلاله في صيف 1994م استطاعت جماعة الإرهاب القاعدي وتحت مظلة الإخوان المسلمين وعباءتهم وفي ظل سلطتهم السياسية ودعمهم غير المحدود من التغلغل أكثر وأكثر داخل الخارطة الجغرافية الجنوبية، لتمثل على الدوام، أدوات ومخالب القتل القذرة التي استخدمها حزب الإخوان المسلمين والنظام السياسي اليمني للإرهاب وإخضاع وتركيع الشعب الجنوبي، ومحاولة قتل إرادة روحه الوطنية والثورية التحررية، كما تم استخدامها أداة دعاية وتحريض واتهام الشعب الجنوبي كمصدر وحاضنة للإرهاب أمام الرأي العام الإقليمي والدولي، ولتأكيد صحة طروحاتهم جعلُ من الجغرافيا الجنوبية مسرح النشاطات والأعمال الإرهابية التي كانت تدار وتتحرك من مركز القرار السياسي والاستخباراتي لنظام صنعاء بريموت كنترول، وخلال هذه الفترة تم تصفية الآلاف من الكوادر الجنوبية المؤهلة في مختلف التخصصات وبالذات في المجال العسكري والأمني والاستخباراتي.
مع بداية الحراك الجنوبي والثورة السلمية الجنوبية واتساع قاعدتها، في امتداد الخارطة الجغرافية الإجتماعية للجنوب، وتعاظم نجاحاتها المتواصلة في الداخل والخارج، وفشل كل أساليب نظام الاحتلال القمعي في اخمادها واحتوائها والقضاء عليها، لجأ نظام الإحتلال اليمني وقواه إلى استخدام الجماعات الإرهابية القاعدية بإبرام جملة من الصفقات يقدم فيها النظام التسهيلات والدعم واطلاق الاسرى والمعتقلين التي سبق وإن زج بهم النظام في السجون، بعد تأثير الضغوط الدولية والحرب على الإرهاب، في المقابل أن تتولى هذه الجماعة تصفية قيادة الثورة الجنوبية والحراك الجنوبي وتنفذ أعمال وجرائم إرهابية بتزامن مع الفعاليات السلمية للحراك الجنوبي.
التطور الأخطر والأكبر في توظيف استخدام التنظيمات الإرهابية من قبل قوى الاحتلال، في الساحة الجنوبية، كان تسليم محافظة أبين لتنظيم القاعدة وتحويلها إلى إمارة إسلامية للقاعدة وفرعها تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي.
ولم تكن عملية تسليم أبين لتنظيم القاعدة الإرهابي عفوية، أو وليدة لحظتها، بل كانت قضية مدروسة بعناية تامة سبقتها عمليات إرهابية تمهيدية كثيرة، منها اختطاف الاجانب من قبل جماعة إرهابية سميت بجماعة “المحضار” الملقب بابو الحسن في عام 1998 والدفع بعناصر اخرى الى منطقة حطاط للسيطرة على جبال المنطقة، وغيرها من الأعمال الإرهابية والتطورات، عوضاً عن إختيار شعاب نائية في أبين كمعسكرات رئيسية لتنظيم القاعدة على مستوى الجزيرة العربية، كوادي (عومران) بمديرية مودية، وظلت محتفظة به على مدى عقدين.
في حرب 2015م – الاجتياح الثاني للجنوب – تم استخدام القاعدة في هذه الحرب بطريقتين مختلفتين، القسم الأول تم استخدامة من قبل التحالف الحوثي العفاشي حيث تولى التنظيم، مهمة القيام بالأعمال الإرهابية في الساحة الجنوبية وتهيئة دخول المليشيات الغازية من خلال السيطرة على أهم الطرق الرابطة بين الشمال والجنوب وبذات الطرق الغير الرئيسية التي تسللت منها مليشيات الحوثي للوصول إلى العاصمة عدن.
القسم الآخر من هذه الجماعات الإرهابية تم الدفع بها و استخدامها وإعدادها وتهيئتها من قبل قوى الاحتلال وعلى رأسها جماعة الإخوان والحوثي في خلط الاوراق في الجنوب عقب تحريره من المليشيات الحوثية، ففي العاصمة عدن وأبين ولحج وشبوة، استغلت التنظيمات الإرهابية انشغال المقاومة الجنوبية في مواصلة تحرير بقية المحافظات، ومطاردة مليشيات الحوثي، إلى خارج حدود الجنوب، حيث حاولت فرض سيطرتها ، وهو الأمر الذي فرض على قواتنا الجنوبية خوض معركة مصيرية ضد التنظيمات الإرهابية بالتزامن مع تنفيذ مهامها في التصدي للمليشيات الحوثية على الجبهات الحدودية، فطهرت العاصمة عدن و حاضرة محافظة لحج وحضرموت الساحل، ثم تطهير شبوة واليوم تتواصل عمليات (سهام الشرق) في استكمال تطهير محافظة أبين من التنظيمات الإرهابية