صوت الضالع / المكلا/ أشرف رضوان فاضل
تعرف محافظة حضرموت بارتفاع مستوى الوعي لدى ابنائها، لدرجة ان قضايا من نوع زواج القاصرات لم يسمع به اهالي المحافظة طيلة العقود الخمسة الماضية.
لا تقبل الاسرة الحضرمية تزويج بناتها قبل بلوغ سن الزواج ليس المحدد فحسب، بل والمناسب ايضا اذ ثمة فوارق فردية تجيد الاسر تقديرها لدى الفتاة.
غير ان ما ينطبق على حياة المدينة لا ينطبق على حياة الريف بالضرورة كما تلعب مشكلات الفقر والنزوح والحروب أدواراً مؤثرة في قلب المقاييس راسا على عقب.
تقول ملاك محمد (أسم مستعار) بعد ان انتقلنا من الريف بمنطقة “لبنه” إلى المدينة، تمكنت من إقناع أبي على السماح لي بإتمام مرحلة تعليمي الثانوي والجامعي وها أنا اليوم مقبلة على ألتخرج بشهادة البكالوريوس في مجال الصحافة والإعلام من جامعة حضرموت، وهو الحلم الذي كان بالإمكان تحقيقه من وقت مبكر لولا ان حال زواجي في سن صغيرة بيني وبينه.
ناشدت ملاك الآباء وشيوخ القبائل في دعم الفتاة الريفية وتشجيعها على اتمام تعليمها قبل الزواج حتى تستطيع اختيار حياتها المستقبلية وادارتها بعقل ناضج.
دعوة ملاك بلغت اسماع اخريات من المهددات بالزواج في سن صغير فنظمن أنفسهن في مجموعة تدرك جيدا ما تريد وما تقول.
ذهبت الفتيات لمخاطبة العقلاء والمشايخ من اهالي “لبنة” – مديرية دوعن وشرحن لهم مخاطر زواج الصغيرات على الفتاة والطفل والاسرة قيد التكوين.
اصرار الفتيات وموقفهن الصلب من استمرار الظاهرة وتناميها جعل العقلاء يعيدون النظر في مظاهر العنف الذي تسببه هكذا ممارسات ازاء الفتيات الصغيرات، ليخرج العقلاء والمشايخ بتجريم زواج الصغيرات وتعميم ذلك على جميع الاسر في “لبنة”.
لم تتوقف الامور عند هذا الحد، بل استمرت الفتيات في المطالبة بحقهن في استكمال التعليم وهي معركتهن الحالية بعد تحقيق نجاح طال انتظاره في اتجاه منع زواج القاصرات.
أمكن لهؤلاء الفتيات انقاذ أنفسهن وقريناتهن من عنف الاكراه على الزواج في سن صغيرة وساهم نجاح جهودهن في انتقال التجربة الى قرى ومناطق اخرى مجاورة.
شكلت فتيات “وادي حجر” أنفسهن في جماعة ضغط رافضة مسالة الزواج في سن مبكر مستلهمات من تجربة فتيات لبنة الطريق نحو الانعتاق ما مكنهن من تحقيق قدر من النجاح ايضا قد لا تكون حالة الالتزام فورية شاملة فلكل اعذاره وتبريراته كما ان الظاهرة متفشية في محافظات كثيرة ماتزال الرحلة في اولها لكن كرة الثلج بدأت التدحرج على كل حال.
تنتج عمليات الزواج في سن مبكر مشاكل عديدة تتعلق بتهديد حياة وتفقد البنت طفولتها وتؤدي بحياة البنت من حياة مليئة بالآمال والتطلعات الى مستقبل افضل الى حياة وصحة الام “الطفلة” وطفلها/طفلتها الوليد/الوليدة، كما تهدد هذه العملية سلامة الاسرة وتماسكها.
كانت ظاهرة زواج القاصرات وجدت طريقها الى الاعلام واكتسبت تضامنا واسعا من قبل المنظمات الانسانية والناشطة في مجال الدفاع عن الطفولة وحقوق الفتيات في مواصلة التعليم وعيرها من الانشطة ذات العلاقة، كما مثل بروز ظاهرة جديدة على المجتمع اليمني عامة مثل جريمة قتل الازواج جرس انذار بخطورة ما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع في حال استمرت تلك الممارسات من قبل بعض الاسر تجاه بناتها القاصرات فترة اطول الامر الذي ساهم في ان يعيد العقلاء النظر ازاء الظاهرة ويتوحدون في مناهضتها وتجريمها عرفا الى جانب بعض مقتضيات القوانين الايجابية النافذة.
تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي
زر الذهاب إلى الأعلى