مقالات وتحليلات

مسافة صفر


صوت الضالع / كتب: ليال علي

السابع من أكتوبر من العام 2023 للميلاد انطلقت أول بادرات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي المجرم المستبد المُلطخ بدماء الشهداء الفلسطينين بل دماء العرب.

“مقاومة ” هي الصد، هي الرد، المعارضة، المواجهة… الكفاح النضال وهي الممانعة و المنازعة بالحق، المجابهة ورفض الخضوع للظلم .. هي الجهاد بالحقيقة المخضة التي لن تَهجر أرضها و إن هُجِّروا أصحابها.

للأسف الصرخات الواعدة بالنصر لم تبت حتى تحولت إلى صرخات قهر الحصار لم يقف على حصر الاجساد فقط بل بات يخنق الأرواح ايضًا.. فَرَض الاحتلال المجرم التطهير والابادة على غزة- صاحبة الحق- ..

أمطروا عليها بالقصف والقدائف، نهارًا وليلًا.. حتى ظلمة الليل الشاسعة لم تستطع اخفاء إجرامهم… قتلوا الصغير قبل الكبير، حتى الأجنة لم تسلم من شرهم، أعداد الشهداء تتزايد يومًا بعد يوم، كذلك سخطي وغضبي على هذا العالم البشع، الجشع بتُ اشعر أن بكل نَفسٍ اتنفسه هناك نفسٌ تُقتل و روحٌ بريئة تُزهق… ولا أجد جرمًا أشد بشاعةً وقبحًا من قتل الأمل الذي يَسكُن و يُسْكِن القلوب و يطمئنها بغد أفضل!.. هناك في غزة.. الأحياء هم أشد موتًا من الأموات أنفسهم، قد قُتِل الحُلم قبل الجسد!!.. “فدا القدس ” هذا عزاء أهل غزة لأنفسهم ورجائهم..

هذه الحرب كشفت أن في السياسات تموت الإنسانية و تسود الشيطنة والوحشية، وأن الحفاظ على الضمير الإنساني اليقظ في هذا الزمن الملئ بالظلم و رادئة العيش يعتبر جهادًا وربما نصرًا.

لن ينسى الله الحق ولن ينسى أصحابه ووعده واقعٌ وإن طال الزمان.. وهذا ما أعزي نفسي به، كلما وجد اليأس فيها ثغرةً ليملأها.. أرفع يداي مثقلة بدعائي، موقنةً بعدل الله الإلهي الذي لا يعلى عدلٌ عليه.

القلم سلاحي والحقيقة ذخيرتي و أمل أن تكون هذه الكلمات شاهدة لي عند الله على جهادي للحق ومقاومتي ضد الباطل و ليقاوم كلٌ منا على حسب غايته في الحياة.. سأحمل الحق بورقي و قلبي و روحي وعقلي.. ما دمت حية، يومًا ما ستشهد الأرض بدماء أصحابها الذين استشهدوا لأجلها ولأجل الكرامة بالأخص.. كرامة العرب الذين لازالت دماء العروبة تسري بأجسادهم ستنبت الدماء جيلًا كاملًا يحمل الحق و الحقيقة و يتوارثها وإن خُذِلنا فتذكروا… أن الله لن يخذل قلب عبده.. حاشاه أن يَنسى حقًا وهبه له..
﴿ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾
بهذه الآية مَكّن الله جندِيه من تدمير آلية إسرائيلية من مسافة صفر.
فلسطين.. تُكتب مجددًا بدماء شهداءها

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى