صوت الضالع / كتب / عادل العبيدي
لا اقصد هزيمة الأمة العربية المسلمة المباشرة على أيادي اليهود والنصارى لأن هذا وبكل تأكيد سيكون لمصلحتهم لكونهم هم الأعداء الحقيقيون لأمتنا العربية المسلمة وللمسلمين جميعا كما أخبرنا بذلك الله سبحانه وتعالى في الكثير من سور وأيات القرآن الكريم ، لكن أقصد هنا لمصلحة من هزيمة أمتنا العربية المسلمة عن طريق الخيانة والتواطؤ والسكوت وعدم أتخاذ موقف عربي جدي واحد موحد تجاه الاعتداءات اليهودية النصرانية وجرائمهم ومجازرهم البشعة التي يرتكبونها بحق أخواننا الفلسطينين منذو بداية زرع الكيان الصهيوني في الأراضي العرببة الفلسطينية المسلمة إلى اليوم ؟ .
منذو العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة في 7اكتوبر 2023م وهم يعلنونها صراحة أنهم بصدد استئصال حركة المقاومة الفلسطينية حماس من جذورها وأنهم لن يعملوا على وقف إطلاق النار أبدا وسيستمرون في قصفهم التدميري الإجرامي على المواطنيين الأبرياء في القطاع حتى يتم القضاء نهائيا على حركة حماس .
بكل تأكيد أن هذه الأسئلة قد تبادرت إلى أذهان جميع المواطنيين العاميين العرب والمسلمين وكل منهم قد سأل نفسه أو صاحبه أو مجموعته ، لماذا هذا السكوت المطبق المخزي من قبل الرؤساء والزعماء والملوك والأمراء والسلاطين العرب والمسلمين على مايجري في فلسطين من إبادة جماعية للمواطنيين وللمقاومة ؟ وهل هم ضمن دائرة التآمر مع اليهود والنصارى على القضية الفلسطينية وحركة المقاومة حماس ؟ وأن كانوا كذلك ماهي مصلحتهم في استئصال حركة حماس وتوسع احتلال الكيان الصهيوني لجميع الأراضي الفلسطينية كون تلك الهزيمة تعتبر هزيمة لكل دول الأمة العربية المسلمة وللأمة الإسلامية ؟ ولن يكون ذلك في مصلحة أحد بمن فيهم أولئك الحكام العرب ، حيث ومن بعد فرض سيطرة القوات الإسرائيلية على قطاع غزة ومحو المقاومة المسلحة الفلسطينية منها خاصة بتلك الطريقة الإرهابية الإجرامية المرعبة سيجعل دولة الكيان الصهيوني تمد عينيها طامعة في التوسع إلى أراضي دول عربية آخرى لاستكمال تحقيق مشروع دولة (إسرائيل الكبرى) ، حينها ماذا عسى أن يفعله حكام تلك الدول العربية وجميع الحكام العرب وهم قد أصابهم الذل والهوان والرعب مما أحدثه الجيش الإسرائيلي الأمريكي في قطاع غزة وكل فلسطين من جرائم أبادية بحق المواطنيين والمقاومة ؟ وعن أي دولة فلسطينية سينشدونها في قممهم العربية والإسلامية من بعد استئصال المقاومة الفلسطينية نهائيا ؟ .
إذا كان انتصار إسرائيل في قطاع غزة ليس من مصلحة الحكام العرب أنفسهم كون الدائرة ستدور عليهم فيما بعد وهذا لاشك فيه فما بالنا بمصلحة الأمة العربية كلها ، إذا لمصلحة من هزيمة الأمة العربية بسبب ذلك التواطؤ وذلك السكوت المطبق من العرب أنفسهم حكام ومحكوميين خلال مدة الحرب العدوانية الإسرائيلية ضد قطاع غزة ؟ .
أكثر الشعوب والدول الأجنبية قد تظاهرت وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب فظاعة الجرائم التي ترتكبها ضد المواطنيين الأبرياء في القطاع إلا الدول العربية مازالت في سبات عميق ، حتى تلك الأذرع للمقاومة التابعة لمحور المقاومة والممانعة الموجودة في لبنان وسوريا واليمن تكون قد طعنت حركة حماس في الظهر بسبب عدم دخولها الحرب بجدية الجهاد الإسلامي الحق ضد دولة العدوان الإسرائيلي ، وما كان منها من مناوشات طفيفة هنا وهناك لم تكن لغير خداع الشعوب العربية أنهم قد أدوا واجبهم في مناصرة المقاومة الفلسطينية وذلك لتكسب الشعبي لمنهجهم العقائدي الشيعي فقط ، وقد تبين ذلك من خلال حقيقة هجمات الحوثي ضد إسرائيل التي فضحت كذب وزيف ادعاءات شطحات الخطابات الإعلامية لقادة مايسمى محور المقاومة والممانعة وأذرعهم المتواجدة في عدة دول عربية والتي لم تكن سوى هجمات إعلامية فقط بتعاون الإعلام الإسرائيلي الأمريكي الذي حاول تضخيم تلك الهجمات الحوثية بمدى تهديدها وخطورتها .
كما كان ذلك التآمر والتواطؤ للدول العربية والإسلامية ظاهرا من خلال تأجيل عقد القمة العربية الإسلامية حتى تاريخ 11 نوفمبر غير مهتمين ولا مدركين لخطورة توغل القوات الإسرائيلية إلى داخل القطاع قبل إنعقاد قمتهم تلك ، كما لو أنهم بذلك التأخير والتأجيل كانوا يعطون الوقت الكافي للقوات الإسرائيلية للمسارعة في دخول القطاع وإنهاء المعركة قبل إنعقاد قمتهم لا يخرجون بمبررات أعذار عدم حسم موقفهم في دخول الحرب ضد دولة الكيان الصهيوني انتصارا للإسلام للفلسطينيين لقضيتهم مقاومتهم بسبب مافرض على أرض الواقع من سيطرة عسكرية وأمنية إسرائيلية على كامل القطاع الغزاوي ، ومن ثم خروج القمة العربية الإسلامية بقرارات ما بعد استئصال حركة المقاومة حماس .
ولإن ذلك التوهم لم تستطيع القوات الإسرائيلية تحقيقه لصمود مقاومة حماس في مواجهتهم بكل قوة وشجاعة حتى في ظل توغل تلك القوات إلى بعض مناطق القطاع الغزاوي لم يكن أمام المجتمعين في قمة الرياض غير الخروج بقرارات استجدائية تطلب من اليهود والنصارى وقف إطلاق النار والشجب والتنديد والترجي في إدخال المساعدات الإغاثية إلى القطاع ، لتكون دول التطبيع ودول محور المقاومة والممانعة جميعها واقعة في مستنقع الضعف و الذل والخوف والهوان والتآمر .
عادل العبيدي
زر الذهاب إلى الأعلى